كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 17)

9262 - حدثنا أحمد (¬1)، قال: حدثنا بُنْدار (¬2)، قال: حدثنا حماد بن مسعدة، قال: حدثنا ابن عون (¬3)، عن محمد (¬4)، عن أنس، قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- بعبد الله ابن أبي طلحة، وهو في حائط يسم ظهرا أتاه من الصدقة، أو من الفتح، وعليه خميصة (¬5) حُوَيْتِيّة (¬6)، قال: فلما رآني
-[87]- قال: "ولدت ابنة ملحان (¬7)، رويدك أفرغ"، قال (¬8): "أجئت بشيء"؟ قلت: نعم، معي تميرات، فأخذ بعضهن، أو منهن شيئًا (¬9)، فوضعهن
-[88]- في يده، ثم مضغه، ثم أوجر (¬10) في فِيِّ الصبي، و (¬11) كأنه يمصه، قال: وحنكه، وسماه عبد الله (¬12).
¬_________
(¬1) لم يتبين لي من هو؛ فشيوخ أبي عوانة ممن يسمى (أحمد)، قد تجاوزوا العشرين رجلا، في القسم الذي أحققه. لكن ذكر المزي في الرواة عن بندار: أحمد بن علي بن سعيد القاضي، أبا بكر، المروزي، وذكر أن أبا عوانة روى عنه؛ فلعله هو. وقد وثقه النسائي، وابن حجر، وقال النسائي -مرة-: لا بأس به.
انظر: تأريخ بغداد (4/ 304، 305/ ترجمة 2088)، وتهذيب الكمال (1/ 407 - 411/ ترجمة 82)، و (24/ 513 / في الرواة عن بندار)، والسير (13/ 527، 528/ ترجمة 260)، وتقريب التهذيب (95/ ترجمة 81).
(¬2) هو: محمد بن بشار، وهو موضع الالتقاء.
(¬3) هو: عبد الله بن عون بن أَرْطَبَان.
(¬4) ابن سيرين.
(¬5) الخميصة جمعها خمائص، وهي: ثياب من خَزّ أو صوف، وهي مُعَلَّمَةٌ، وهي سود، كانت من لباس الناس. غريب الحديث لأبي عبيد الهروي (1/ 226).
وزاد الزمخشري: فإن لم تكن معلمة فليست بخميصة، سميت بذلك لرقتها ولينها وصغر حجمها إذا طويت. الفائق (2/ 167).
وزاد ابن الأثير: وقيل: لا تسمى خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة. النهاية (2/ 81).
(¬6) اختلف رواة مسلم في ضبط هذه الكلمة -كما قال النووي- واختلف غيرهم كذلك =
-[87]- = إلى عشرة أقوال أو أكثر، فقيل: (حويتيّة)، وقيل: (حوتنية)، وقيل: (جونية)، وقيل: (جونبية)، وقيل: (جويتية)، وقيل: (خويثية)، وقيل: (حوتكية)، وقيل: (خيبرية)، وقيل: (حريثية).
قال القاضي: هذه الروايات كلها تصحيف، إلا روايتي: (جونية) بالجيم، و (جريثيه) بالراء والمثلثة، فأما (الجونية) بالجيم فمنسوبة إلى بني الجون، قبيلة من الأزد، أو إلى لونها من السواد أو البياض أو الحمرة؛ لأن العرب تسمى كل لون من هذه جونا. اهـ. شرح النووي على صحيح مسلم (14/ 325).
وقال ابن الأثير: (حويتية) هكذا جاء في بعض نسخ مسلم، والمشهور المحفوظ: (خميصة جونية): أي سوداء. وأما (حويتية) فلا أعرفها، وطالما بحثت عنها فلم أقف لها على معنى. النهاية 1/ 456).
وبوب البخاري على هذا الحديث بقوله: (باب الخميصة السوداء).
قال ابن حجر: والذي يطابق الترجمة، من جميع هذه الروايات، (الجونية) بالجيم والنون؛ فإن الأشهر فيه أنه الأسود.
صحيح البخاري مع فتح الباري (10/ 279، 281).
(¬7) في نسخة (م): (بنت مليحان).
(¬8) في نسختي (ل)، (م): فقال.
(¬9) في نسختي (ل)، (م): (شك)، بدل كلمة (شيئا).
(¬10) الوجور هو: ما يسقاه الإنسان في وسط الفم، وأما الذي يسقاه من أحد شقي الفم، فهو اللدود.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 235).
(¬11) حرف الواو سقط من نسختي (ل)، (م).
(¬12) أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الأداب، باب تحنيك المولود عند ولادته. . . (3/ 1690/ حديث رقم 23 / الطريق الثاني).
وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب العقيقة، باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق عنه. . . (9/ 587/ حديث رقم 5470)، وطرفه في (1301).
فوائد الاستخراج:
- ذكر متن رواية بندار (محمد بن بشار)، ومسلم ساق إسنادها، وأحال بمتنها على رواية يزيد بن هارون، عن حماد بن مسعدة.

الصفحة 86