كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 17)
9264 - حدثنا بحر بن نصر [الخولاني] (¬1)، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن (¬2)، عن عبد الله بن عبد الله ابن أبي طلحة (¬3)، حدثه عن أنس بن مالك (¬4)، قال: كان لأبي طلحة ولد توفيّ، فأرسلت أم أنس، أنس بن مالك (¬5)، يدعو أبا طلحة، وأمرته أن لا يخبره بوفاة ابنه، وكان أبو طلحة صائمًا، فلما جاء أبو طلحة قربت إليه فِطره فسألها عن ولده؟ قالت: هو صالح، أو قالت: هو بخير، ثم تعرضت له، فأصاب منها ما يصيب الرجل من أهله، ثم أقبلت عليه فقالت له: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قومًا أعاروا قومًا متاعًا، ثم بدا لهم فيه، فأخذوه منهم، فكأن الآخرين وجدوا في أنفسهم، حين أخذ
-[90]- منهم المتاع، فقالت: إن الله قد أعارنا فلانا ما بدا له، ثم أخذه منا، فكأن أبا طلحة لامَها في ذلك، ثم أصبح، فذكر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "بارك الله لكما في ليلتكما". قال: فجاءت بعبد الله ابن أبي طلحة، فأمرت به أنسا، فحمله إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حتى يُبَرَّك، قال أنس: فجئت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في مربد يسم أباعر، وعليه خميصة أحوات، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتمرة فلاكها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم فتح فم الصبي بيده، ثم بصق فيه، فتلمظ الصبي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "حب الأنصار التمر" (¬6).
¬_________
(¬1) من نسختي (ل)، (م).
(¬2) القَارِّيُّ -بفتح القاف، والراء المكسورة، وياء النسبة مشددة غير مهموزة، نسبة إلى بني قارة، وهم بطن معروف من العرب- المدني، نزيل إسكندرية.
(¬3) الأنصاري، أبو يحيى، المدني.
(¬4) أنس بن مالك هو موضع الالتقاء.
(¬5) في نسخة ص: (ناسا)، بدلا من (أنس بن مالك) وهو سبق قلم من الناسخ. والله أعلم.
(¬6) تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (9262).
وقد أخرجه مسلم -أيضًا- في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضاثل أبي طلحة (4/ 1909/ حديث رقم 107) من طريق ثابت، عن أنس، بسياق أطول.