كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 17)

(قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: يوشك الأمم) قال بعضهم: المراد بالأمم أمم الكفر يدعو بعضهم بعضًا إلى قتالكم، كما يدعى الآكلون للأكل (أن تداعى عليكم) في المجيء إليكم (كما تداعى) أصله في كلا الموضعين تتداعى بتاءين حذفت إحداهما تخفيفًا. أي: تجتمع عليكم الأمم ويدعو بعضهم بعضًا في [المجيء عليكم كما تتداعى (الأكلة) بفتح الهمزة والكاف جمع آكل بالمد (¬1) كذا قال بعضهم أنه] (¬2) الرواية مثل: كملة جمع كامل، وبررة جمع بار، ولعله مطرد في جمع فاعل (إلى قصعتها) بفتح القاف، فيقال: القصعة لا تكسر، والجراب لا يفتح، والمراد أن الأمم يدعو بعضهم بعضًا إلى هذِه الأمة كما يدعو الأكلون بعضهم بعضًا إلى الأكل من القصعة الموضوعة لأكل ما فيها كما في المأدبة الجفلى.
(فقال قائل) من الحاضرين (ومن قلة) أهل الإسلام (نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم يومئذ غثاء) بضم الغين المعجمة وتخفيف المثلثة، كقوله تعالى: {غُثَاءً أَحْوَى} (¬3) وهو ما يبقى فوق السيل يحمله من الزبد والوسخ والبؤورات والهشيم، فشبه -صلى اللَّه عليه وسلم- أراذل الناس وسقطهم بالذين يكونون في ذلك الزمان بغثاء (السيل) الذي يحمله إذا جرى مما لا ينتفع به [كما لا ينتفع] (¬4) بأراذل ذلك الزمان
¬__________
(¬1) بعدها في (ل) مع المد.
(¬2) ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(¬3) الأعلى: 5.
(¬4) ساقطة من (م).

الصفحة 101