كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 17)

(ولينزعن) أي: واللَّه ليخرجن (اللَّه من صدور عدوكم المهابة) يعني الإجلال والتعظيم والخوف الذي كان في قلوب العدو (منكم) والرعب الذي كان يصدع قلوبهم (¬1) ويرهبها.
(وليقذفن) اللَّه تعالى (في قلوبكم الوهن) وهو الضعف. يعني: ضعف القلب والجبن عن قتال الكفار (¬2) والفشل (فقال قائل) من الحاضرين، يحتمل أن يكون هو القائل الأول أو غيره (وما الوهن؟ ) أي: وما سبب هذا الوهن الذي يحصل للمسلمين؟ (قال) سببه (حب الدنيا وكراهية الموت) لأن من أحب الدنيا وركن إلى مساكنها وملابسها وشهواتها كره مفارقة ذلك، وكان ذلك سبب كراهية حلول الموت بساحته، فإنه قاطع للذاته مفرق بينه وبين أحبابه، فجبن بذلك عن القتال المؤدي إلى إزهاق روحه، ومهما قلل من الدنيا واستعمل فيها الخشونة وإن عليه الموت، فأحب لقاء اللَّه.
* * *
¬__________
(¬1) في الأصول: قلوبكم. والمثبت الصواب.
(¬2) ساقطة من (م).

الصفحة 102