كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 17)

-عليه السلام- وصار معه، وكان أبوه نمروذ دفعه إليه لما رأى له من الآيات (¬1). وهذا يدل على أنها معربة. وقيل: هي من قول العرب: ناقة دمشق اللحم. إذا كانت خفيفة. والمرأة السريعة في العمل الخفيفة، ويقال: دمشق الضرب دمشقة: إذا ضرب ضربًا خفيفًا سريعًا.
وهذا الحديث يدل على فضيلة دمشق وعلى فضيلة سكناها في آخر الزمان، وأنها حصن من الفتن، ومن فضائلها أنه دخلها عشرة آلاف عين رأت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كما أفاده ابن عساكر في "تاريخه" (¬2).
ومن فضائلها ما شهد به قوله (من خير مدائن الشأم) بهمزة ساكنة مثل رأس، وتجوز مخففة بحذفها، وفيه لغة أخرى بمد الهمزة، وعن ابن الكلبي: سمي بذلك لأن قومًا من بني كنعان بن حام شاموا إليها. وقيل: سميت شامًا بسام بن نوح، واسمه بالسريانية شام، وحد الشام طولًا من العريش إلى الفرات، وجزم ابن حبان في "صحيحه" بأن أول الشام بالس، ولآخره العريش. وأما عرضه فمن جبل طيء من نحو القبلة إلى بحر الروم.
ونقل النووي في القطعة التي على "سنن أبي داود" (¬3) أن باب الكعبة مستقبل مطلع (¬4) الشمس، فمن استقبله كان اليمن على يمينه والشام على شماله، فسمي بذلك، ودخله نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل النبوة، ودخله بعدها مرتين
¬__________
(¬1) "معجم ما استعجم" 2/ 556.
(¬2) "تاريخ دمشق" 1/ 327.
(¬3) "الإيجاز في شرح سنن أبي داود السجستاني" (ص 83).
(¬4) ساقطة من (م).

الصفحة 105