كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 17)

البعير تحت القتب (من أحلاس بيتك) لفظه الخبر ومعناه الأمر (¬1). أي: كف لسانك وكن حلس بيتك كما يأتي في حديث، أي: الزم بيتك للجلوس فيه كلزوم الحلس لظهر الدابة، وكل من لازم شيئًا وثبت فيه فهو حلسه، ومنه حديث أبي بكر؛ قام إليه بنو فزارة، فقالوا: يا خليفة رسول اللَّه، نحن أحلاس الخيل -يريدون لزومهم لظهورها- فقال: "نعم، أنتم أحلاسها ونحن فرسانها" (¬2).
(فلما قتل عثمان طار قلبي) أي: مال إلى جهة يهواها ويتعلق بها (مطاره) منصوب على المصدر، أو على حذف حرف الجر، والمطار موضع الطيران (فركبت حتى أتيت دمشق) بكسر الدال، وفتح الميم، وفيه الرحلة لطلب الحديث والعلوم والسؤال عما أشكل عليه (فلقيت) بها (خريم) بضم الخاء المعجمة وفتح الراء المهملة، مصغر (ابن فاتك) بالفاء، وبعد الألف مثناة فوق مكسورة، ثم كاف، غير منصرف، الأسدي. وقيل: فاتك لقب لأبيه أخرم، أبي يحيى، شهد بدرًا مع أخيه سبرة، وفي الحديث أنه نزل دمشق.
(فحدثته) بهذا الحديث (فحلف باللَّه الذي لا إنه إلا هو لسمعه) أي: لقد سمع هذا الحديث (من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كما حدثنيه) عبد اللَّه (بن مسعود).
[4259] (ثنا مسدد، ثنا عبد الوارث بن سعيد) بن ذكوان التميمي مولاهم البصري (عن محمد بن جحادة) بضم الجيم، الأودي، الكوفي
¬__________
(¬1) في (ل): الخبر. ولعل المثبت مراد المصنف.
(¬2) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 61/ 319 بنحوه. وقد ورد الجزء الأخير منه في خبر آخر رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 24/ 291 عن الضحاك.

الصفحة 13