كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 17)

مبالغة في التأكيد على التباعد عن الفتن واعتزال فرقها، كما تقدم (و) إن (لمن ابتلي) اللام المفتوحة جواب القسم، و (من) بفتح الميم شرطية، و (ابتلي) في موضع جزم بها (فصبر) معطوف عليه، أي: من وقع في الفتنة وصبر على ظلم الناس له ولغيره واحتمل أذاهم ولم يحاربهم ولا دافع عن نفسه حتى قتل (فواهًا) الفاء جواب الشرط، و (واهًا) بالتنوين اسم فعل، أي: فطوبى له بما حصل له من الأجر، قال في "النهاية": قيل: معنى هذِه الكلمة: التلهف، وقد يوضع موضع الإعجاب بالشيء، يقال: واهًا له. وقد ترد بمعنى التوجع، يقال فيه: آهًا. يعني بهمزة وتنوين (هًا)، ومنه حديث أبي الدرداء: ما أنكرتم من زمانكم فبما غيرتم من أعمالكم، إن يكن خيرًا فواهًا واهًا، وإن يكن شرًّا فآهًا آهًا (¬1). والألف فيها غير مهموزة (¬2).
* * *
¬__________
(¬1) رواه الطبراني في "معجم الشاميين" 1/ 38 (26)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 249. قال الهيثمي في "المجمع" 10/ 231: رواه الطبراني وإسناده حسن.
(¬2) "النهاية" 5/ 144.

الصفحة 26