كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 17)

واتباع الشيطان والهوى.
(وقتلاها) بدل من (العرب)، هذا المعنى الذي ظهر لي. انتهى كلامه (¬1). ومعنى قوله: قتلاها بدل. أي: قتلاها في محل النصب من العرب الذي هو مفعول (تستنظف)، وهو بدل اشتمال، ويجوز أن يكون (قتلاها) مبتدأ، و (في النار) الخبر (اللسان) يعني الكذب باللسان (فيها) أي: أتته في الفتنة عند أئمة الجور، ونقل الأخبار التي يتولد منها الفساد في الأرض (أشد) ضررًا (من وقع السيف) في القتال، فربما يحصل بالكلمة من اللسان من النهب والقتل والخلاف (¬2) والمفاسد العظيمة ما لا يحصل من الضرر بالسيف، وينشأ من اللسان أكثر مما ينشأ من السيف؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة: "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب" (¬3).
(قال) المصنف (رواه) سفيان (الثوري عن ليث) بن أبي سليم (عن طاوس، عن) زياد (الأعجم) قال المنذري والقرطبي: وحكي أيضًا أنه زياد سيمين كوش (¬4). ومعناه: أذن الفضة؛ لأن سيمين هو الفضة، وكوش: الأذن.
وقال الترمذي: سمعت محمد بن إسماعيل -يعني: البخاري-
¬__________
(¬1) السابق.
(¬2) في (م): والجدال.
(¬3) البخاري (6477، 6478)، مسلم (2988).
(¬4) "مختصر السنن" 6/ 148.

الصفحة 30