كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 17)

سيدي) يعني: زوجها (أبا الدرداء) عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري، أول مشاهده أحد، روي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "عويمر حكيم [أمتي] " (¬1) وقال له أبو ذر: ما حملت ورقاء ولا أقلت خضراء أعلم منك يا أبا الدرداء (¬2).
(يقول: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: كل ذنب عسى اللَّه تعالى أن يغفره) فإن عسى للترجي من عفو اللَّه تعالى، وهو موافق لقوله تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (¬3) (إلا من مات مشركًا) فإنه لا يغفر له؛ لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} يعني: مع عدم التوبة {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} يجب أن يكون مع التوبة أيضًا؛ لظاهر التفريق بين الشرك أو غيره، فأفاد ذلك جواز غفرانه لكل معصية غير الشرك.
(أو مؤمن يقتل مؤمنًا متعمدًا) أي: مستحلًّا لقتله، فهو أيضًا يؤول إلى الكفر إجماعًا، وأما القاتل غير المستحل فهو في المشيئة كما قالت الجماهير وأبو حنيفة وأصحابه والشافعي.
(فقال هانئ بن كلثوم) بن شريك الكناني (سمعت محمود بن الربيع) ابن سراقة الأنصاري الخزرجي، له رؤية؛ لأنه عقل المجة التي مجها
¬__________
(¬1) رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث" (1019)، وكما في "المطالب العالية" 16/ 501 (4080) من حديث أبي المثنى المليكي. وضعفه الألباني في "الضعيفة" (5530).
(¬2) رواه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 27، ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 47/ 122.
(¬3) النساء: 48.

الصفحة 42