كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 17)

باللَّه (¬1) (وأتينا الفواحش) يعني: الزواني.
(فأنزل اللَّه تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ}) باللَّه ({وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا}) أي: إلا من ترك المعاصي ودخل فيها وعمل الأعمال الصالحة ({فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ}) يجعل اللَّه للتائب يوم القيامة مكان كل سيئة عملها وتاب منها حسنة، وقيل: التبديل (¬2) واقع في الدنيا، يوفق اللَّه التائب لأعمال الخير عوضًا عما كان يفعل من المعاصي.
(فهذِه) الآية (لأولئك) المشركين الذين آمنوا باللَّه تعالى.
(وأما) الآية (التي) في سورة (النساء) وهي: ({وَمَنْ يَقتُلْ}) هذا شرط ({مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا}) جوابه: ({فَجَزَأَؤُهُ جَهَنَّمُ} الآية قال: ) هو (الرجل إذا عرف شرائع الإسلام) لفظ مسلم: قال: فأما من دخل في الإسلام وعقله (¬3) (ثم قتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم) و (لا توبة له) فهذا القاتل لا توبة له.
قال سعيد بن جبير: (فذكرت هذا) الذي قاله ابن عباس (لمجاهد فقال: ) مجاهد (إلا من ندم) وتاب.
قال النحاس: فإن ندم وتاب فقد بين اللَّه أمره بقوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ} فهذا لا مخرج عنه (¬4). يعني مع عفو اللَّه تعالى عنه.
¬__________
(¬1) البخاري (4765)، مسلم (2023/ 19).
(¬2) ساقطة من (م).
(¬3) مسلم (2023/ 19).
(¬4) في (م): له. "معاني القرآن" 2/ 166.

الصفحة 48