كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 17)

فيها ريح المسك.
(عن أبي مجلز) بكسر الميم، وسكون الجيم [ثم لام مفتوحة] (¬1) ثم زاي، اسمه لاحق بن حميد التابعي -رضي اللَّه عنه- (في قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ} قال: هي جزاؤه) أي: يستحق أن يجازى بعذاب جهنم إن جوزي (فإن شاء اللَّه تعالى أن يتجاوز عنه فعل) ذلك تفضلًا منه وعفوًا.
قال النووي: الصواب في معنى الآية أن جزاءه جهنم، وقد يجازى به، وقد يجازى بغيره، وقد لا يجازى، بل يعفى عنه، فإن قتل عمدًا مستحلا بغير حق فهو كافر (¬2) مرتد يخلد في جهنم بالإجماع، وإن كان غير مستحل بل معتقد تحريمه فهو فاسق (¬3) عاص مرتكب كبيرة، جزاؤه جهنم خالدًا فيها، لكن بفضل اللَّه، فأخبر أنه لا يخلد من مات موحدًا فيها، ولا يخلد هذا، ولكن قد يعفى عنه، فلا يدخل النار أصلًا، وقد لا يعفى عنه، بل يعذب كسائر عصاة الموحدين ويخرج معهم إلى الجنة، ولا يخلد في النار، فهذا هو الصواب في معنى الآية (¬4).
* * *
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفتين ليس في (ل)، (م)، وأثبتناه ليستقيم السياق.
(¬2) في (م): فاسق.
(¬3) في (م): كافر.
(¬4) "مسلم بشرح النووي" 17/ 83.

الصفحة 51