كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 17)

-صلى اللَّه عليه وسلم-، وكان القتل طهرة لهم؛ فإن القاتل والمقتول من الصحابة في الجنة؛ لأنهم مجتهدون، ويحتمل أن تكون (إن) بالتخفيف شرطية و (يحبسكم) مضارع حبس، والمعنى: أن تحبسكم في بيوتكم كثرة القتل في المؤمنين من غير جرم ولا ذنب عليكم فيه ولا إثم بسبب تأخركم عن نصرة المظلوم.
[4278] (ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا كثير بن هشام) الرقي، أخرج له مسلم (ثنا) عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عتبة بن عبد اللَّه بن مسعود (المسعودي) الكوفي، قال الحاكم: محله الصدق. وأخرج له في "المستدرك".
(عن سعيد بن أبي بردة) الكوفي (عن أبيه) أبي بردة عامر بن أبي موسى الأشعري (عن أبي موسى) الأشعري -رضي اللَّه عنه-.
(قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أمتي هذِه أمة مرحومة) خصص بـ (هذِه) التي هي اسم إشارة للموجودين من أمته، وهم أهل قرنه عموم أمته -صلى اللَّه عليه وسلم- التي تعم الموجودين والقرون الحادثة بعده، وفي هذا تشريف (¬1) وتمييز فضله لقرنه الذي هو فيهم أنهم لا عذاب عليهم في الآخرة، كما خصص في الحديث قبله بضمير الخطاب الذي هو للموحدين في قوله: (إن حسبكم) في دفع العذاب عنكم في الآخرة القتل في الدنيا؛ إذ هو طهرة لكم، وفي معنى القرن (¬2) [الموحدون التابعون] (¬3) لهم بإحسان، كما قال تعالى:
¬__________
(¬1) بعدها في (م): الحديث.
(¬2) في (م): العرب.
(¬3) في (ل)، (م): الموحدين التابعين. ولعل الصواب ما أثبتناه.

الصفحة 54