كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 17)

يجترئون) بإسكان الجيم وهمزة بعد الراء، يفتعلون من الجرأة، وهي: الجسارة (على أعظم من هذا) الأمر (فاختاروا منهم خمسين) رجلًا (فاستحلفهم) بفتح التاء والفاء، يوضح هذا رواية البزار: فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اختاروا منهم خمسين رجلًا فيحلفون باللَّه جهد أيمانهم ثم خذوا منهم الدية" (¬1) ففعلوا ([فأبوا] (¬2) فوداه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من عنده) ويحتمل أن يكون من بيت المال.
[4525] (ثنا عبد العزيز بن يحيى) أبو الأصبغ الحراني، ثقة قال (حدثني محمد بن سلمة) بن عبد اللَّه الباهلي، ثقة له فضل ورواية وفتوى (عن محمد (¬3) بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث) التيمي المدني التابعي الجليل (عن عبد الرحمن بن بجيد) بضم الباء الموحدة وفتح الجيم، مصغر، الأنصاري الحارثي المدني، صحب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقيل: لا صحبة. قال ابن عبد البر: لم يسمع منه فيما أحسب، وفي صحبته نظر (¬4).
(قال: إن سهلًا) يعني: ابن أبي حثمة (واللَّه أوهم الحديث) يقال: أوهمت الشيء إذا أتيت بلفظ يسبق إلى وهم السامع والمراد غيره (أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كتب إلى يهود أنه قد وجد بين أظهركم قتيل فدوه) بضم الدال، أي: أعطوا ديته إن كنتم قتلتموه (فكتبوا يحلفون [باللَّه] (¬5)
¬__________
(¬1) "البحر الزخار" 3/ 238 (1026).
(¬2) من المطبوع.
(¬3) فوقها في (ل): (ع).
(¬4) "الاستيعاب" 2/ 367.
(¬5) من المطبوع.

الصفحة 606