كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 17)

سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: لا يزال هذا الدين قائمًا) أي: لا تزال الشهادة بوحدانية اللَّه تعالى ولرسوله بالرسالة ظاهرة (حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة) لفظ الترمذي: "يكون من بعدي اثنا عشر أميرًا" الحديث، وقال: حديث حسن صحيح (¬1).
(كلهم تجتمع عليه) أي: على إمارته (الأمة) وقال (فسمعت كلامًا من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم أفهمه، قلت لأبي) فإنه كان يليني، وهو سمرة بن جنادة بن جندب بن حجير السوائي (ما يقول؟ ) رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (قال: ) يقول: (كلهم من قريش) قيل: أشار رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى ما يكون بعده وبعد أصحابه؛ لأن حكم أصحابه مرتبط بحكمه، وأشار بذلك إلى مدة ولاية بني أمية، ويكون المراد بالدين الملك والولاة إلى أن يذهب اثنا عشر خليفة، ثم تنتقل الإمارة، وهذا على شرح الحال في استقامة السلطنة، لا على طريق المدح، فأولهم: يزيد بن معاوية، ثم ابنه معاوية بن يزيد، ولا يذكر ابن الزبير؛ لأنه من الصحابة، ولا مروان؛ لكونه بويع له بعد ابن الزبير، ثم عبد الملك، ثم الوليد، ثم سليمان، ثم عمر بن عبد العزيز، ثم يزيد بن عبد الملك، ثم هشام بن عبد الملك، ثم الوليد ابن عبد الملك، ثم يزيد بن الوليد، ثم إبراهيم بن الوليد (¬2)، ثم مروان بن محمد.
¬__________
(¬1) "سنن الترمذي" (2223).
(¬2) في (ل)، (م): محمد. وليس في خلفاء بني أمية إبراهيم بن محمد إنما إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، بويع بالخلافة بعد أخيه يزيد. وليس فيهم إبراهيم غيره. انظر: "سير أعلام النبلاء" 5/ 676.

الصفحة 64