كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 17)

"الخلافة بعدي ثلاثون، ثم تكون ملكًا" وهذا مخالف لحديث الاثني عشر خليفة؛ فإنه لم يكن في ثلاثين (¬1) سنة إلا الخلفاء الراشدون الأربعة والأشهر التي بويع فيها الحسن بن علي. قال: والجواب عن هذا أن المراد في حديث: "الخلافة ثلاثون سنة" (¬2) خلافة النبوة، وقد جاء مفسرًا في بعض الروايات: "خلافة النبوة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكًا" (¬3) ولم يشترط هذا في الاثني عشر.
والسؤال الثاني: أنه قد ولي الخلافة أكثر من هذا العدد. قال: وهذا اعتراض باطل؛ لأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يقل: لا يلي إلا اثنا عشر خليفة. بصيغة الحصر، وإنما قال: "يلي" وقد ولي هذا العدد، ولا يضر كونه ولي بعدهم غيرهم، ويحتمل أن يكون المراد (¬4) مستحقي الخلافة العادلين (¬5).
[4281] (ثنا) عبد اللَّه (ابن نفيل، ثنا زهير، ثنا زياد بن خيثمة) الكوفي، أخرج له مسلم.
(ثنا الأسود (¬6) بن سعيد الهمداني) كوفي صدوق (عن جابر بن سمرة بهذا الحديث) المذكور (وزاد: فلما رجع) جابر بن سمرة (إلى منزله أتته قريش) أي: جما عة منهم (فقالوا: ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يكون) بعد ذلك (الهرج) وهو القتل كما تقدم.
¬__________
(¬1) في (ل)، (م): ثلاثون. والصواب ما أثتناه.
(¬2) رواه نعيم بن حماد في "الفتن" (249)، والبزار 9/ 280 (3828).
(¬3) رواه ابن حماد 15/ 392 (6943).
(¬4) ساقطة من (م).
(¬5) "إكمال المعلم" 6/ 216 - 217.
(¬6) فوقها في (ل): (د).

الصفحة 66