كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 17)

واحد بدل بآخر (¬1). وفي الحديث إشارة إلى أن الأبدال مسكنهم الشام، ويدل عليه حديث علي: "الأبدال بالشام والنجباء بمصر والعصائب بالعراق" (¬2).
(وعصائب أهل العراق) والعصائب في الأصل جمع عصابة، وهم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين لا واحد لها من لفظها. والمراد بالعصائب في العراق أن التجمع للحروب يكون بالعراق. وقيل: أراد جماعة من العباد والزهاد فسماهم عصابة؛ ولهذا قرنهم بالأبدال، وكانوا يسمون السيد المطاع معصبًا؛ لأنه يعصب بالتاج، أو تعصب به أمور الناس أي: ترد إليه وتدار به كما تدار العصابة بالرأس.
(فيبايعونه) أي: يبايعون المهدي (ثم ينشأ) بفتح أوله وثالثه وهمز آخره. أي: يبتدئ للخروج عليه، ومنه الحديث: كان إذا رأى ناشئًا في أفق السماء (¬3). أي: سحابًا ابتدأ ولم يتكامل اجتماعه.
(رجل من قريش أخواله كلب) وقريش وكلب يجتمعون في كنانة، فإن قريشًا أولاد النضر بن كنانة على قول أكثر الناس، وكلب بن عون بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناف بن كنانة.
(فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم) الضمير في (يظهرون) للمبايعين،
¬__________
(¬1) "النهاية" 5/ 22.
(¬2) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ 296 بنحوه.
(¬3) يأتي برقم (5099) من حديث عائشة. ورواه أيضًا أحمد 6/ 137، 190، 222، والبخاري في "الأدب المفرد" (686)، والنسائي في "الكبرى" 1/ 561 - 562، 6/ 227، والبغوي في "شرح السنة" 4/ 389 (1151). وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد".

الصفحة 73