كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 17)

والضمير في (عليهم) لبعث القرشي. يعني: إذا ظهر المهدي (¬1) ودعا إلى دين الحق ظهر قرشي أخواله كلب، وهو منازع له باغ عليه حاسد (وذلك بعث كلب) واتفق أن أمة تكون من قبيلة كلب، فتكون تلك القبيلة أخواله فينتصرون لابن أختهم فتتقاتل شيعة الكلبي مع شيعة القرشي، فتغلب شيعة المهدي على بني كلب جيش القرشي.
(والخيبة) كل الخيبة (لمن لم يشهد غنيمة) بني كلب ويأخذ من أموالهم (فيقسم) مبني للفاعل. أي: يقسم (المال) الحاصل من غنيمة بني كلب على القسمة المشروعة (ويعمل في الناس) ويحكم فيهم (بسنة نبيهم) محمد (-صلى اللَّه عليه وسلم- ويلقي) بضم الياء أوله، وكسر القاف (الإسلام بجرانه) بكسر الجيم، وتخفيف الراء (إلى الأرض) وأصل الجران باطن عنق البعير، وقيل: جيران البعير مقدم عنقه من مذبحه إلى منحره، وأصله في البعير إذا مد عنقه على وجه الأرض، فيقال: ألقى بجرانه. وإنما يفعل ذلك إذا طال مقامه في مناخه واستراح، فضرب الجران مثلًا للإسلام إذا استقر قراره ولم يكن فيه تهيج، بل جرت أحكامه على العدل والاستقامة.
(فيلبث) ملكه في الأرض (سبع سنين ثم يتوفى) بعد أن يستفتح قسطنطينية وكنيسة الذهب التي احتمل إليها الذهب على سبعين ألف عجلة، وترد تلك الأموال إلى بيت المقدس.
(ويصلي عليه المسلمون) ويدفن في مقبرة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. (قال: ) المصنف
¬__________
(¬1) في (ل)، (م): المدني. ولعل المثبت ما أراده المصنف.

الصفحة 74