كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 17)

الحارث هو الكاسب، والإنسان لا يخلو من كسب خير أو شر طبعًا واختيارًا من جبلته ([بن] (¬1) حراث) بتشديد الراء للمبالغة في العمل والسعي في الأرض.
وفي حديث معاوية للأنصار: ما فعلت نواضحكم؟ قالوا: حرثناها أي: يوم بدر (¬2). أهزلناها من شدة العمل.
(على مقدمته) بكسر الدال وفتحها، وهي الجماعة التي تتقدم الجيش، ثم استعيرت لكل شيء فقيل: مقدمة الكتاب ومقدمة الكلام بكسر الدال (يقال له: منصور) وهذا الرجل وجماعته يخرجون من المشرق كما في رواية ابن ماجه عن عبد اللَّه بن الحارث بن جزء الزبيدي قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي" (¬3) يعني: سلطانه.
(يوطئ) بتشديد الطاء المهملة المكسورة بعدها همزة، هكذا في أكثر النسخ، وهو الموافق لرواية ابن ماجه. أي: يمهد له أمور المملكة
¬__________
= 22/ 380 (949)، والبيهقي 9/ 306. والحديث أعله ابن القطان الفاسي في "البيان" 4/ 383 - 384.
(¬1) ساقطة من (ل)، (م) وأثبتناها من "السنن".
(¬2) ذكره ابن فارس في "المجمل" 1/ 230، وفي "معجم المقاييس" 2/ 49، والزمخشري في "الفائق" 2/ 383، وابن الجوزي في "غريب الحديث" 1/ 200، وابن الأثير في "النهاية" 1/ 360.
(¬3) "سنن ابن ماجه" (4088). ورواه أيضًا البزار فى "مسنده" 9/ 243 (3784). وضعف البوصيري إسناده في "المصباح" 4/ 205، وضعفه الألباني في "الضعيفة" (4826).

الصفحة 79