كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 17)

والسلطنة ويذللها له؛ ليتمكن من بسط العدل، ومنه الحديث: "ألا أخبركم بأحبكم إليَّ وأقربكم مني مجالس يوم القيامة؟ الموطؤون أكنافًا الذين يألفون ويؤلفون" (¬1) وحقيقته من التوطئة وهي التمهيد والتذليل، وفراش وطيء: لا يؤذي جثب النائم. أراد الذين جوانبهم وطئة يتمكن فيها من نصاحتهم ولا يتأذى، فإذا كان السلطان بهذِه المثابة كثر أتباعه وقويت مملكته.
وفي حديث عمار أن رجلًا وشى به إلى عمر فقال: اللهم إن كان كذب فاجعله موطأ العقب (¬2). أي: كثير الأتباع. دعا عليه بأن يكون سلطانًا أو مقدمًا تكثر أتباعه ويمشون عقبه في المشي. وفي بعض النسخ: الموطن. آخره نون بدل الهمزة، وفسره بعضهم بأن التوطين جعل الوطن للشخص، ويستعمل في معنى تهيئة الأسباب له.
¬__________
(¬1) رواه الطبراني في "مكارم الأخلاق" (6)، والبيهقي في "شعب الإيمان" 6/ 270 (8118)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" 2/ 87 (1213). وضعف الحافظ العراقي في "المغني" 1/ 464 (1759) إسناده. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري. رواه الطبراني في "الأوسط" 4/ 356 (4422)، وفي "الصغير" 1/ 362 (605)، والبيهقي في "الشعب" 6/ 232 - 233 (7984). وصححه الألباني في "الصحيحة" (751)، وحسنه في "صحيح الجامع" (1231). وأبي هريرة: رواه الطبراني في "الأوسط" 7/ 350 (7697)، وفي "الصغير" 2/ 89 (835)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" 3/ 242 (2441). وضعفه الحافظ العراقي في "المغني" 1/ 468 (1774).
(¬2) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 256، وابن أبي شيبة في "المصنف" 5/ 256 (25806)، وأبو داود في "الزهد" (265)، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/ 298 (503)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 1/ 142، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 43/ 448 - 449. وفيه: (موطأ العقبين).

الصفحة 80