كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 17)

(أو يمكن) شك من الراوي، ويدل على هذِه الثانية قوله: (لآل محمد) يعني المهدي وأتباعه (كما مكنت قريش لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) فإن المهاجرين (¬1) والأنصار وطؤوا لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقريش أخرجوه من مكة كما قال تعالى: {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} (¬2) فلم قال: (كما مكنت قريش لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ ) فالجواب: المراد بقريش من آمن منهم وعضده وأعانه ممن آمن من قريش، أو المراد أبو طالب، فإنه أول من مكنه وشد منه وعضده.
(وجب على كل مؤمن نصره) كما وجب على من كان في زمن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- نصرته، وتجب نصرة كل من دعا إلى اللَّه ليحتمي بهم ويقوى على إظهار الدعوة وحفظ الشريعة (أو قال: إجابته) أي: إجابة دعوته وتقوية شوكته كما قال تعالى: {يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ} (¬3).
وهذا آخر كتاب المهدي
* * *
¬__________
(¬1) في (ل)، (م): المهاجرون. والمثبت هو الصواب.
(¬2) التوبة: 40.
(¬3) الأحقاف: 31.

الصفحة 81