كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 17)

زاد البخاري: "من تشرف لها تستشرفه" (¬1)، ولمسلم: "تكون فتنة؛ النائم فيها خير من اليقظان، واليقظان فيها خير من القائم. . فمن وجد ملجأ أو معاذا فليستعذ" (¬2).
قال النووي: معناه بيان عظيم خطرها، والحث على تجنبها، والهرب منها ما استطاع، ومن التسبب في شيء منها، وإن شرها وفتنتها تكون على حسب التعلق بها (¬3). يعني: وعلى قدر دخوله فيها وحرفته في دخولها يكون شرها عليه، وكلما قلل من حركتها كان شره أقل، وكلما كثر كان شره أكثر.
(قال) أبو بكرة: (يا رسول اللَّه، ما تأمرني؟ ) أن أفعل فيها إذا نزلت أو وقعت (قال: من كانت له إبل فليلحق بإبله) لينجو منها (ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه) من الإعراض عن الفتن والفرار منها إلى ما كان له من إبل أو غنم أو أرض أو نحو ذلك.
(فمن لم يكن له شيء من ذلك) كله (قال: فليعمد) بكسر الميم (إلى سيفه فليضرب بحده) أي: بحد سيفه (على حرة) بفتح الحاء المهملة، والراء المشددة، مع تنوين آخره، والحرة الحجارة السود، وهذا موافق لرواية مسلم قال: "يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر" (¬4) هذا محمول على ظاهره وهو كسر حد السيف حقيقة؛ لأنه إذا فعل
¬__________
(¬1) البخاري (3601، 7081، 7082)، مسلم (2886).
(¬2) مسلم (2886/ 12).
(¬3) "مسلم بشرح النووي" 18/ 9.
(¬4) مسلم (2887).

الصفحة 9