كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (اسم الجزء: 17)

حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة» (¬1) وهل المراد بالولد الصالح الولد الذي من نفس الشخص، أو الولد الذي تربى على يد مربية كما فعلت تلكم العمة (¬2)؟

ج: أولاً يشرع لهم الدعاء لها، والترحم عليها، والصدقة عنها في مقابل إحسانها إذا كانت مسلمة، يدعون لها ويترحمون عليها ويتصدقون عنها؛ لأنها أحسنت، والله يقول: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلاَّ الْإِحْسَانُ}. فالمحسن ينبغي أن يجازى ويكافأ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من صنع إليكم معروفًا، فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافَأْتموه» (¬3) فهي محسنة، فيشرع لهم أن يحسنوا إليها، وأن يتصدقوا عنها، وأن يدعوا لها، والحج مثل ذلك، إذا حجوا عنها وهي ميتة، أو عاجزة ما تستطيع
¬_________
(¬1) أخرجه مسلم في كتاب الوصية، باب ما يلحق المسلم من الثواب بعد وفاته، برقم (1631).
(¬2) السؤال الخامس من الشريط رقم (103).
(¬3) أخرجه أبو داود في كتاب الزكاة، باب عطية من سأل بالله، برقم (1672).

الصفحة 102