كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 17)

٥٨٧٤٨ - قال يحيى بن سلّام: فانطلق موسى نحو فرعون، وأوحى الله إلى هارون أن يستقبل أخاه، فاستقبله، فأتيا باب فرعون، فقالا للبواب: اذهب، فأخبِر فرعون أنّ بالباب رسولَ رب العالمين. فدخل عليه البوابُ، فقال: إنّ بالباب رجلًا مجنونًا يزعم أنه رسول رب العالمين. فقال له فرعون: أتعرفه؟ قال: لا، ولكن معه هارون. وكان هارون عندهم معروفًا، وكان موسى قد غاب عنهم زمانًا مِن الدهر، قال فرعون: اذهب، فأدخِلْهُ. فدخل عليه، فعرفه. في تفسير الحسن. وقال بعضهم: كأنّه عرف وجهه ولم يثبت مَن هو، فقال: مَن أنت؟ فقال: أنا رسول رب العالمين. فقال: ليس عن هذا أسألك، ولكن مَن أنت، وابن مَن أنت؟ قال: أنا موسى بن عمران. وقد كان ربّاه، وكان في حِجْره حتى صار رجلًا، فقال له فرعون: {ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين} وأنت لا تَدَّعي هذه النبوة، {وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين} [الشعراء: ١٨ - ١٩] بي أنِّي إله. في تفسير الحسن. وبعضهم يقول: مِن الكافرين لنعمتنا، أي: فيما ربَّيناك (¬١). (ز)


{فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (٣٦)}
٥٨٧٤٩ - قال مقاتل بن سليمان: {فلما جاءهم موسى بآياتنا} اليد والعصا {بينات} يعني: واضحات، التي في «طه» و «الشعراء»، {قالوا ما هذا} الذي جئت به، يا موسى، {إلا سحر مفترى} افتريتَه، يا موسى، أنت تَقَوَّلته وهارون {و} قالوا: {ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين} يعني: اليد، والعصا (¬٢). (ز)


{وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ}
٥٨٧٥٠ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {عاقبة الدار}: أي: الجنة (¬٣). (ز)

٥٨٧٥١ - قال مقاتل بن سليمان: {و} لَمّا كذَّبوه بما جاء به؛ {قال موسى ربي أعلم
---------------
(¬١) تفسير يحيى بن سلّام ٢/ ٥٩٢ - ٥٩٣.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٣٤٥.
(¬٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٧٨.

الصفحة 123