كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 17)

فأمره أن يسير تلقاء مدين، وأعطاه العصا، فسار مِن مصر إلى مدين في عشرة أيام بغير دليل، فذلك قوله - عز وجل -: {ولما توجه تلقاء مدين} (¬١) [٤٩٤٢]. (ز)
٥٨٤٠٩ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: ذُكِر لي: أنّه خرج على وجهه خائفًا يترقب ما يدري أيَّ وجه يسلك، وهو يقول: {رب نجني من القوم الظالمين} (¬٢). (ز)

٥٨٤١٠ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {فخرج منها خائفًا يترقب}، قال: يترقَّبُ الطلب مخافة (¬٣). (ز)

٥٨٤١١ - قال يحيى بن سلّام: قال الله: {فخرج منها} مِن المدينة (¬٤). (ز)


{وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ}
٥٨٤١٢ - عن سعيد بن جبير -من طريق المنهال بن عمرو- قال: خرج موسى مِن مِصر إلى مدين، وبينها وبينها مسيرة ثمان، قال: وكان يُقال: نحو مِن الكوفة إلى البصرة. ولم يكن له طعام إلا ورَق الشجر، وخرج حافيًا، فما وصل إليها حتى وقع خُفُّ قدمه (¬٥). (ز)

٥٨٤١٣ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق أبي سعد- في قوله: {ولما توجه تلقاء مدين} قال: عرضت لموسى أربعة طرق، فلم يدر أيَّتها يسلك، فقال: {عسى ربي أن يهديني سواء السبيل}. فأخذ طريق مدين (¬٦). (١١/ ٤٤٥)

٥٨٤١٤ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {تلقاء مدين}، قال: مدين: ماء كان عليه قوم شعيب (¬٧). (١١/ ٤٤٥)
---------------
[٤٩٤٢] نقل ابنُ عطية (٦/ ٥٨٢) قول مقاتل، وذكر فيه: أنّ الله أرسل له ملكًا -ويقال: هو جبريل - عليه السلام -، فسدَّده، وأعطاه عصا، ثم قال: «وروي: أنّ عصاه إنما أخذها لرعية الغنم في مدين». ورجَّحه لكثرة القائلين به قائلًا: «وهو أصحُّ وأكثر».
_________
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٣٤٠.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ١٨/ ٢٠٢.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٨/ ٢٠٢.
(¬٤) تفسير يحيى بن سلام ٢/ ٥٨٥.
(¬٥) أخرجه ابن جرير ١٨/ ٢٠٤.
(¬٦) أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص ٤٠، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٦٠.
(¬٧) أخرجه ابن جرير ١٨/ ٢٠٤، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٦١. وعلقه يحيى بن سلام ٢/ ٥٨٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.

الصفحة 66