كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 17)

فقال: أوَقدْ وضعتَ السلاح؟! لا، والله، ما وضعتِ الملائكة بعدُ السلاحَ، اخرج إلى بني قريظة فقاتِلهم. فلبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأْمَته (¬١)، وأذَّن في الناس بالرحيل أن يخرجوا، فأتاهم فحاصرهم خمسًا وعشرين ليلة، فلما اشتد حصْرهم، واشتد البلاء عليهم، قيل لهم: انزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قالوا: ننزل على حكم سعد بن معاذ. فنزلوا، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى سعد بن معاذ، فأُتي به على حمار، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «احكم فيهم». فقال: إني أحكم فيهم أن تُقتل مقاتِلتهم، وتُسبى ذراريهم، وتُقسَم أموالهم. فقال: «لقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله» (¬٢). (١٢/ ١٨)

٦٢٠٥١ - عن عطية القرظي، قال: عُرِضتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم قريظة، فشكوا فِيَّ، فأمر بي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينظروا: هل أنبَتَ بعد؟ فنظروا، فلم يجدوني أنبَتُّ، فخلّى عني، وألحقني بالسبي (¬٣). (ز)

٦٢٠٥٢ - عن عمرو بن سعد بن معاذ -من طريق ابنه عبد الرحمن-: أنّ سعدًا لم يحكم فيهم، ولكنهم نزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل رسول الله إلى سعد، فجاء على حمار، فقال: «أشِرْ عَلَيَّ فيهم». فقال: قد علمتُ أن الله قد أمرك فيهم بأمر، أنت فاعِلٌ ما أمرك به. فقال: «أشِرْ عليَّ فيهم». فقال: لو وُلِّيتُ أمرهم لقتلتُ مقاتِلتهم، ولسبيتُ ذراريهم ونساءهم، ولقسمتُ أموالهم. فقال: «والذي نفسي بيده، لقد أشرتَ عَلَيَّ فيهم بالذي أمرني الله به» (¬٤). (ز)


{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (٢٧)}
نزول الآية:
٦٢٠٥٣ - عن موسى بن عقبة، قال: أنزل الله في قصة الخندق وبني قريظة تسعًا
---------------
(¬١) اللَّأْمَة -مهموزة-: الدِّرْع. وقيل: السِّلاح. النهاية (لأم).
(¬٢) أخرجه أحمد ٤٢/ ٢٦ - ٣٠ (٢٥٠٩٧)، وابن حبان ١٥/ ٤٩٨ - ٥٠٠ (٧٠٢٨).
قال الهيثمي في المجمع ٦/ ١٣٨ (١٠١٥٥): «في الصحيح بعضه، رواه أحمد، وفيه محمد بن عمرو بن علقمة، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات». وقال ابن حجر في الفتح ١١/ ٥١: «وسنده حسن». وأورده الألباني في الصحيحة ١/ ١٤٣ - ١٤٥ (٦٧) وقال: «وهذا إسناد حسن».
(¬٣) أخرجه يحيى بن سلام ٢/ ٧١٢، وأحمد (٥/ ٣١١)، وأبو داود (٤٤٠٤)، والترمذي (١٥٨٤)، والنسائي ٨/ ٩٢، وابن ماجه (٢٥٤٢).
(¬٤) أخرجه يحيى بن سلام ٢/ ٧١١ - ٧١٢.

الصفحة 733