كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 17)

٦٢٢١٦ - قال مقاتل بن سليمان: {ويُطَهِّرَكُمْ} مِن الإثم الذي ذُكر في هذه الآيات {تطهيرًا} (¬١). (ز)


{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (٣٤)}
٦٢٢١٧ - عن أبي أمامة بن سهل، في قوله: {واذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِن آياتِ اللَّهِ والحِكْمَةِ}، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي عند بيوت أزواجه النوافل بالليل والنهار (¬٢). (١٢/ ٤٥)

٦٢٢١٨ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {واذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِن آياتِ اللَّهِ والحِكْمَةِ}، قال: القرآن والسنة، يمتنُّ عليهنَّ بذلك (¬٣). (١٢/ ٤٤)

٦٢٢١٩ - قال مقاتل بن سليمان: {واذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِن آياتِ اللَّهِ} يعني: القرآن، {والحِكْمَةِ} يعني: أمره ونهيه في القرآن، فوَعَظَهُنَّ ليتفكرن، وامتنَّ عليهنَّ، {إنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفًا} يعني: لطيف عليهنَّ فنهاهن أن يخضعن بالقول، {خَبِيرًا} به (¬٤) [٥٢٣٥]. (ز)
---------------
[٥٢٣٥] بيَّن ابنُ عطية (٧/ ١١٩) أن اتصال هذه الآية بالتي قبلها يعطي أن {أهْلَ البَيْتِ} نساؤه، وأنها على قول الجمهور ابتداء مخاطبة لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذكر أن لفظ «الذكر» هنا يحتمل مقصدين كلاهما موعظة وتعديد نعمة: الأول: أن يريد: {واذكرن} أي: تذكّرْنه واقدرنه قدْره وفكّرْن في أن من هذه حاله ينبغي أن يحسّن أفعاله. الثاني: أن يريد: {واذْكُرْنَ} بمعنى: احفظن واقرأن وأَلزِمْنه الألسنة، فكأنه يقول: واحفظن أوامر الله ونواهيه، وذلك هو الذي يتلى في بيوتكن من آيات الله، وذلك مؤديكن إلى الاستقامة.
وبيَّن أن الحكمة: هي سنة الله على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - دون أن تكون في قرآن متلوٍّ. ثم أورد احتمالًا آخر، فقال: «ويحتمل أن تكون وصفًا للآيات».
_________
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٤٨٨ - ٤٨٩.
(¬٢) أخرجه ابن سعد ٨/ ١٩٩.
(¬٣) أخرجه ابن سعد ٨/ ١٩٩، وابن جرير ١٩/ ١٠٨ بنحوه، وابن أبي حاتم -كما في التغليق ٤/ ٢٨٣، وفتح الباري ٨/ ٥٢٠ - ، كما أخرجه عبد الرزاق ٢/ ١١٦ من طريق معمر. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٤٨٩.

الصفحة 769