كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 17)

٥٨٥٥٣ - قال يحيى بن سلّام: {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء}، واضعةً يديها على وجهها (¬١). (ز)


{قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}
٥٨٥٥٤ - عن مُطَرِّف بن الشِّخِّير -من طريق قتادة- قال: أما -واللهِ- لو كان عند نبيِّ الله شيءٌ ما تَبِع مَذْقَتَها (¬٢)، ولكن حمله على ذلك الجَهْدُ (¬٣). (١١/ ٤٥٣)

٥٨٥٥٥ - عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قول الله: {قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا}: ليطعمك (¬٤). (ز)
٥٨٥٥٦ - عن أبي مالك غَزْوان الغِفارِيّ -من طريق حصين- قال: فقالت: {إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا}. فانطلق معها، فقال لها: امشي خلفي. فلمّا جاءته قالت: {يا أبتِ استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين} (¬٥). (ز)

٥٨٥٥٧ - عن أبي حازم [سلمة بن دينار]-من طريق أبي بكر الهذلي- قال: إنّ موسى لَمّا ورد ماء مدين وجد رُعاة من الناس يسقون، ووجد مِن دونهم جاريتين تذودان، فسألهما، فقالتا: لا نسقي حتى يصدر الرعاء. قال: {فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إليَّ من خير فقير}. وذلك أنّه كان خائِفًا جائِعًا لا يأمن، وسأل ربَّه، ولم يسأل الناس، ولم يفطن الرعاة، وفطِنت الجاريتان، فلمّا رجعتا إلى أبيهما أخبرتاه بالقصة وبقوله، فقال أبوهما -وهو شعيب-: هذا رجلٌ جائع. فقال لإحداهما: اذهبي، فادعيه. فلمّا أتته عظّمته، وغطَّت وجهها، وقالت: إنّ أبي يدعوك ليجزيك أجرَ ما سقيت لنا. ولم يجد موسى بُدًّا مِن أن يتبعها؛ لأنه كان [ترك] الجبار خائفًا مستوحشًا، فلمّا تبعها هبّت الريحُ، فجعلت تصفق ثيابها على ظهرها، وكانت ذات عَجُز، وكان موسى يُعرض عنها مرة، ويغُضُّ مرة، فلمّا عيل ناداها: يا أمة الله، كوني خلفي، أرني السمت بقولكِ (¬٦). (ز)
---------------
(¬١) تفسير يحيى بن سلام ٢/ ٥٨٧.
(¬٢) المَذْقَة: الشَّرْبَة من اللَّبن المَمذوق، أي: المخلوط بالماءِ. النهاية (مذق).
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٨/ ٢٢١. وعزاه السيوطي إلى أحمد.
(¬٤) أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٦٥.
(¬٥) أخرجه سعيد بن منصور في سننه - التفسير ٧/ ٥ (١٦٨٤).
(¬٦) أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص ٤٠ - ٤١، وأبو نعيم في حلية الأولياء ٣/ ٢٣٤ من طريق يحيى بن أبي كثير. وزاد في ثناياه: فلما قالت: {ليجزيك أجر ما سقيت لنا} كره موسى - عليه السلام - ذلك، وأراد أن لا يتبعها، ولم يجد بُدًّا من أن يتبعها؛ لأنه كان في أرض مَسْبَعَةٍ وخوف.

الصفحة 88