كتاب عمدة القاري شرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 17)
33 - (بابُ إسْلاَمِ أبِي ذَرٍّ الغَفَارِيِّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان إسلاك أبي ذَر، واسْمه جُنْدُب بن جُنَادَة بن سُفْيَان بن عبيد بن حزَام بن غفار بن مليل بن ضَمرَة بن بكر بن عبد منَاف بن كنَانَة بن خُزَيْمَة بن مدركة بن إلْيَاس بن مُضر، وَقيل غير ذَلِك، وَفِي (التَّهْذِيب) : اخْتلف فِي اسْمه وَاسم أَبِيه اخْتِلَافا كثيرا، فَقيل: اسْمه جُنْدُب بن جُنَادَة، وَقيل: بربر بن جُنْدُب، وَقيل: بربر بن عشرقة، وَقيل: جُنْدُب بن السكن وَالْمَشْهُور مَا ذَكرْنَاهُ أَولا. وَأمه رَملَة بنت الوقيعة من بني غفار بن مليل، وَكَانَ أَخا عَمْرو بن عبسة لأمه، قَالَ خَليفَة بن خياط، مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بالربذة، قَرْيَة من قرى الْمَدِينَة فِي خلَافَة عُثْمَان بن عَفَّان، وَصلى عَلَيْهِ عبد الله بن مَسْعُود، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.
3861 - حدَّثني عَمْرُو بنُ عَبَّاسٍ حدَّثنا عبْدُ الرَّحْمانِ بنُ مَهْدِي حدَّثنا الْمُثَنَّى عَن أبِي جَمْرَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِي لله تَعَالَى عنهُما قَالَ لَمَّا بَلَغَ أبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قالَ لأِخِيهِ ارْكَبْ إلَى هاذَا الْوَادِي فاعْلَمْ لِي عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعَمُ أنَّهُ نَبِيٌّ يأتِيهِ الخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ واسْمَعْ منْ قَوْلِهِ ثُمَّ ائْتِنِي فانْطَلَقَ الأخُ حَتَّى قَدِمَهُ وسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أبِي ذَرٍّ فَقالَ لَهُ رَأيْتُهُ يأمُرُ بِمَكَارِمِ الأخْلاَقِ وكَلاَماً مَا هُوَ بالشِّعْرِ فَقَالَ مَا شَفَيْتَنِي مِمَّا أرَدْتُ فتَزَوَّدَ وحَمَلَ شَنَّةً لَهُ فِيهَا ماءٌ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فأتَى المَسْجِدَ فالْتَمَسَ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولاَ يَعْرِفُهُ وكَرِهَ أنْ يَسْألَ عنهُ حتَّى أدْرَكَهُ بَعْضُ اللَّيْلِ فرَآهُ عَلِيٌّ فعَرَفَ أنَّهُ غَرِيبٌ فلَمَّا رآهُ تَبِعَهُ فَلَمْ يَسْألْ واحِدٌ مِنْهُمَا صاحِبَهُ عنْ شَيْءٍ حتَّى أصْبَحَ ثُمَّ احْتَمَلَ قِرْبَتَهُ وزَادَهُ إِلَى المَسْجِدِ وظَلَّ ذَلِكَ اليَوْمَ ولاَ يَرَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حتَّى أمْسَى فَعادَ إِلَى مَضْجَعِهِ فمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ فَقَالَ أما نالَ لِلرَّجُلِ أنْ يَعلَمَ مَنْزِلَهُ فأقامَهُ فذَهَبَ بِهِ معَهُ لَا يَسْألُ واحِدٌ مِنْهُمَا صاحِبَهُ عنْ شَيءٍ حتَّى إذَا كانَ يَوْمُ الثَّالِثِ فعادَ عَلِيٌّ على مِثْلِ ذَلِكَ فأقامَ معَهُ ثُمَّ قالَ ألاَ تُحَدِّثُنِي مَا الَّذِي أقْدَمَكَ قَالَ إنْ أعْطَيْتَنِي عَهْدَاً ومِيثاقاً لَتُرْشِدَنَّنَيفَعَلْتُ ففَعَلَ فأخْبَرَهُ قَالَ فإنَّهُ حَقٌّ وهْوَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فإذَا أصْبَحْتَ فاتْبَعْنِي فإنِّي إنْ رأيْتُ
الصفحة 2
320