كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 17)

وحمزة (¬1)، ورواه أبو عمر من طريق معمر، عن الزهري، فقال: عن سالم أو حمزة أو كليهما -شك معمر- وفي آخره قَالَ: قالت أم سلمة: والسيف. قَالَ أبو عمر: وقد روى جويرية (¬2)، عن مالك، عن الزهري أن بعض أهل أم سلمة -زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبره أن أم سلمة كانت تزيد: السيف. يعني في حديث الزهري، عن حمزة وسالم في الشؤم (¬3).
إذا تقرر ذَلِكَ؛ فالشؤم نقيض اليمن وهو الفحش، وروينا في "الحلية" من حديث عائشة مرفوعًا: "الشؤم سوء الخلق" قَالَ أبو نعيم: تفرد به عن حبيب بن عبيد أبو بكر بن أبي مريم (¬4)، وكانت عائشة تنكر الشؤم وتقول: إنما حكاه رسول الله - صلي الله عليه وسلم - عن أهل الجاهلية وأقوالهم.
ثم ذكر بإسناده إلى أبي حسان أن رجلين دخلا عليها فقالا: إن أبا هريرة يحدث أنه - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إنما الطيرة في المرأة والدار والدابة" فذكرت كلمة معناها أنه غلط، ولكن كان رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يقول: "كان أهل الجاهلية يقولون: الطيرة في ذلك" (¬5)، ومن طريق أنس مرفوعًا: "لا طيرة، والطيرة على من تطير، وإن يكن في شيء ففي المرأة والدار والفرس" (¬6).
¬__________
(¬1) الترمذي (2824)، "الموطأ" ص602 (22).
(¬2) علم عليها في الأصل (كذا)، وفي الهامش كتب: كذا هو في أصله، وقد روى جويرية بن أسماء عن مالك، وهو من أقرانه؛ فيحتمل أن يكون ما في الأصل صحيحا ويحتمل أن يكون مصحفا، والله أعلم.
(¬3) "التمهيد" 9/ 278 - 279.
(¬4) "حلية الأولياء" 6/ 103.
(¬5) "التمهيد" 9/ 288 - 289، ورواه أيضا أحمد 6/ 240.
(¬6) "التمهيد" 9/ 284، وصححه ابن حبان في "صحيحه" 13/ 492 (6123).

الصفحة 516