كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 17)

وقال ابن المناصف: وأول من أسهم للبِرْذَوْن رجل من هَمْدَان يقال له: المنذر الوادِعي، وكتب بذلك إلى عمر فأعجبه، فجرت سنة للخيل والبراذين، وفي ذَلِكَ يقول شاعرهم:
ومِنَّا الذي قَدْ سَنَّ في الخيل سُنَّةً ... وكانت سواءً قبلَ ذاك سهامُها
وفي "مراسيل أبي داود" عن مكحول أنه - صلى الله عليه وسلم - هجن الهجين يوم خيبر وعرب العربي، للعربي سهمان، وللهجين سهم (¬1).
قَالَ عبد الحق: وروي موصولاً بزيادة زياد بن (جارية) (¬2) عن حبيب بن (سلمة) (¬3) مرفوعًا، والمرسل أصح (¬4)، وروى مكحول: أول من أسهم للبرذون خالد بن الوليد، قسم لها نصف سهمان الخيل، وبه قَالَ أحمد. قَالَ ابن المناصف: وروي أيضًا عن الحسن.
وقال مكحول: لا شيء للبراذين، وهو قول الأوزاعي (¬5).
قَالَ ابن حزم (للراجل) (¬6) وراكب البغل والحمار والجمل سهم واحد فقط، وهو قول مالك والشافعي وأبي سليمان.
وقال أبو حنيفة: للفارس سهمان: له سهم ولفرسه أو لسائر ما ذكرنا سهم، (وهو قول أبي موسى الأشعري. وقال أحمد: للفارس ثلاثة أسهم) (¬7)، ولراكب البعير سهمان (¬8)، واحتج مالك في "الموطأ" بالآية السالفة (¬9).
¬__________
(¬1) "المراسيل " ص227 (287).
(¬2) في (ص1): حارثة.
(¬3) في (ص1): مسلمة.
(¬4) "الأحكام الوسطى" 3/ 82.
(¬5) "مختصر اختلاف العلماء" 3/ 440.
(¬6) من (ص1).
(¬7) من (ص1).
(¬8) "المحلى" 7/ 330.
(¬9) "الموطأ" ص283.

الصفحة 536