كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 17)

وقال أبو حنيفة: إذا دخل أرض العدو غازيًا راجلًا ثم ابتاع فرسًا يقاتل عليه وأحرزت الغنيمة وهو فارس، أنه لا يضرب له إلا بسهم راجل (¬1).
فائدة:
في قسمته - صلى الله عليه وسلم - للفرس سهمين حض على إكساب الخيل واتخاذها، لما جعل الله فيها من البركة في إعلاء (كلمة الله) (¬2) وإعزاز حزبه، وليعظم شوكة المسلمين بالخيل الكثير. قَالَ تعالى: {وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60].
فائدة:
(البرذون) (¬3) كما قَالَ ابن حبيب هو: العظيم. يريد: الجافي الخلقة العظيم الأعلى، وليست العراب كذلك فإنها أضمر وأرق أعضاء وأعلى خلقة. قَالَ ابن التين: والمعروف من قول مالك أن البراذين كالخيل. وقد سلف ذلك.
وقال ابن حبيب: إذا اشتبهت الخيل في القتال عليها والطلب أسهم لها. قَالَ في "المعونة": لأنها (تراد للشعاب) (¬4) والجبال بخلاف الخيل، والهجين، والبراذين: خيل الروم والفرس (¬5).
قَالَ غيره: وهو الذي أبوه نبطي وأمه نبطية.
قَالَ ابن فارس: اشتقاق البرذون من برذن الرجل برذنة إذا ثقل (¬6).
¬__________
(¬1) انظر: "بدائع الصنائع" 7/ 127، "فتح القدير" 5/ 500.
(¬2) في (ص1): (كلمته).
(¬3) من (ص1).
(¬4) في (ص1): زاد للسفار.
(¬5) "المعونة" 1/ 403.
(¬6) "مجمل اللغة" 1/ 142.

الصفحة 539