كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 17)

و ("يحامله عليها") يعينه في الحمل فيحملا بينهما.
و ("ويرفع ") معناه يحمل ويرفعه، ومنه الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بقوم (يربعون) (¬1) حجرًا؛ فقالوا: هذا حجر الأشد (¬2). أي: يرفعون حجرًا يتداولون حمله بينهم يمتحنون به الشدة والقوة. كذا قاله الخطابي (¬3)، والذي في الأصول ما أوردناه: "أو يرفع له عليها متاعه".
و (الخطوة) قَالَ ابن فارس: خَطَوْتُ أَخْطُو خَطْوَةً أي: مرة، والخطوة ما بين الرجلين (¬4). وقال في "أدب الكاتب": خَطَوْتُ خُطْوَةً وخَطْوَةً (¬5)، وسلف. قَالَ ابن التين: وضبطه (في) (¬6) البخاري بالضم.
وقوله: (ودل الطريق) أي: الدلالة عليه، وهذا الحديث فيه الحضُّ والنَّدْبُ على الصدقة كما أمر الله تعالى المؤمنين بالتعاون والتناصر في قوله: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2] وقال - عليه أفضل الصلاة والسلام -: "المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا" (¬7)، "والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه" (¬8)؛ فهذِه كلها وما شاكلها من حقوق المسلمين بعضهم على بعض مندوب إليها.
¬__________
(¬1) في الأصل: يرفعون، والمثبت من (الشعب"، وهو الموافق لمقتضى السياق.
(¬2) رواه البيهقي في "الشعب" 6/ 306 (8274)، من حديث عبد الرحمن بن عجلان.
(¬3) "أعلام الحديث" 2/ 1392 - 1393.
(¬4) "مجمل اللغة" 1/ 295.
(¬5) "أدب الكاتب" ص434.
(¬6) من (ص1).
(¬7) سلف برقم (481) كتاب الصلاة، باب تشبيك الأصابع في المسجد ..
(¬8) رواه مسلم (2699) كتاب الذكر والدعاء، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن.

الصفحة 594