كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 17)

عبد الرحمن، عن عباس، عن حمزة، عن أبيه، ورواه الطبراني من طريق يحيى الحماني وأي نعيم الدكيني، عن ابن الغسيل، عن عباس وحمزة بن أبي أسيد (¬1). وقال أبو نعيم مرة: عن المنذر بن أبي أسيد. ولم يقل: الزبير بن المنذر بن أبي أسيد. وكأنه أشبه لقوله: عن أبيهما.
فائدة:
قيل: سمي الغسيل لأن الملائكة غسلته. وعبد الرحمن قيل: عاش مائة وستين سنة حكاه ابن التين.
إذا تقرر ذَلِكَ؛ فمعنى: (يَنْتَضِلُون): بالضاد المعجمة يَرْتَمُون، يقال: ناضلت الرجل: رميته.
والنَّضْلُ الرمي مع الأصحاب، وقال ابن فارس: نَضَلَ فَلانٌ فلانًا في المُرَاماة إذا غلبه، ونَاضَلْت فلانًا غلبته، وانْتَضَل القوم وتَنَاضَلُوا إذا رموا للسَّبْقِ (¬2).
ثم فيه فوائد: الأولى: قوله "ارموا بني إسماعيل" فيه دلالة على رجحان قول من قَالَ من أهل النسب أن اليمن من ولد إسماعيل وأسلم من قحطان، وقد سلف واضحًا.
الثانية: قوله: "فإن أباكم": فيه أن الجد وإن على يسمى أبًا.
الثالثة: أن السلطان يأمر رجاله بتعلم الفروسية ويحض عليها.
الرابعة: أن الرجل يطلب الخلال المحمودة ويتبعها ويعمل (بمثلها) (¬3)، قَالَ:
¬__________
(¬1) "المعجم الكبير" 19/ 262 (581 - 582).
(¬2) "مجمل اللغة" 2/ 870 - 871، مادة: (نضل).
(¬3) في (ص1): (بها).

الصفحة 616