كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 17)

ثالثها: حديث عقبة، وقد سلف أول الباب، ورويناه في "الخلعيات" من حديث الربيع بن صبيح عن الحسن -يعني: ابن أبي الحسناء؛ فيما صوبه الخطيب- عن أنس "يدخل الله الجنة بالسهم ثلاثة: الرامي به، وصانعه، والمحتسب به"، وفي لفظ: "من اتخذ قوسًا عربية وجبيرها -يعني: كنانته- نفي عنه الفقر" وفي لفظ: "أربعين سنة".
رابعها: حديث على رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يرمي بقوس فارسية فقال: "ارم بها" فنظر إلى قوس عربية فقال: "عليكم بهذِه وأمثالها، فإن بهذِه يمكن الله لكم في البلاد ويزيدكم في النصر" أخرجه أبو داود (¬1) من حديث أبي راشد الحبراني عنه (¬2)، وإنما نهى عن القوس الفارسية؛ لأنها إذا انقطع وترها لم ينتفع بها صاحبها، والعربية إذا انقطع وترها كان له عصا ينتفع بها، حكاه البيهقي (¬3).
خامسها: حديث أبي عبيدة (¬4) عن أبيه عبد الله قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الطائف: "قاتلوا أهل الصنع (¬5) فمن بلغ بسهم فإنه درجة في الجنة". أخرجه الطبراني.
¬__________
(¬1) المعنيُّ به هنا هو الطيالسي.
(¬2) "مسند أبي داود الطيالسي" 1/ 130 (149).
(¬3) "سنن البيهقي الكبرى" 10/ 14.
(¬4) ورد بهامش الأصل ما نصه: أخرج حديث عبد الله هذا القراب في كتاب "الرمي" من حديث ابنه أبي عبيدة عنه "قاتلوا أهل الصنع فمن جمع منهم فله درجة" قالوا يا رسول الله ما الدرجة؟ قال: "من بين الدرجتين خمسمائة عام". أبو عبيدة لم يسمع من أبيه شيئًا.
(¬5) ورد بهامش الأصل ما نصه: الصنع بالصاد المهملة المكسورة ثم نون ساكنة ثم عين مهملة: وهو الموضع الذي يتخذ بناءً وجمعه أصناع، ويقال منها: مصنع ومصانع، وقيل: أراد بالصنع ما فيه الجص، والمصانع: المباني من القصور وغيرها.

الصفحة 619