كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 17)

قَالَ صاحب "الأفعال": يقال: رقأ الدم والدمع رقوءًا: سكن بعد جَرْيه (¬1).
وقوله: (مما لم يوجف) يقال: وجف البعير يجف وَجَفًا وَوَجِيْفًا، وهو ضرب من سيره، وأَوْجَفه صاحبه إذا سار به ذَلِكَ السير، قَالَ ابن فارس: أوجف أعنق في السير (¬2)، وقال نحوه الهروي، ووجيفها سرعتها في سيرها، وأوجفها راكبها، وكانت غزوة بني النضير في سنة أربع، وقال ابن شهاب: سنة ثلاث.
و (الكراع): اسم لجميع الخيل.
وفيه: -كما قَالَ المهلب- ركوب شيء من (الغرر) (¬3) للإمام لحرصه على معاينة مكان العدو، وإن كان احتراس الإمام خطيرًا، أو ليس كسائر الناس في ذَلِكَ بل هو آكد.
وفيه: اختفاء السلطان عند اصطفاف القتال لئلا يعرف مكانه.
وفيه: امتحانُ الأنبياء وابتلاؤُهم (كما سلف) (¬4) ليعظُمَ بذلك أجرهم، ويكون أسوة بمن ناله جرح وأم من أصحابه فلا يجدون في أنفسهم مما نالهم غضاضة، ولا يجد الشيطان السبيل إليهم بأن يقول لهم: تقتلون أنفسكم، وتحملون الآلام في صون هذا، فإذا أصابه ما أصابهم فقدت هذِه المكيدة من اللعين، وتأسى الناس به، وجدّوا في مساواتهم له في جميع أحواله.
¬__________
(¬1) "الأفعال" لابن القوطية ص258.
(¬2) "مجمل اللغة" 2/ 917.
(¬3) كذا في الأصل، وفي ابن بطال: الغدر، لكن ناسخ الأصل جوَّد كتابتها على ما قدمناه.
(¬4) من (ص1).

الصفحة 624