كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 17)

- باب
2905 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادٍ: قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا - رضي الله عنه - يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُفَدِّي رَجُلاً بَعْدَ سَعْدٍ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي". [4058، 4059، 6184 - مسلم: 2411 - فتح: 6/ 93]
ذكر فيه حديث على: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُفَدِّي رَجُلًا بَعْدَ سَعْدٍ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمَّي".
الشرح:
ادَّعى المهلب أن هذا مما خص به سعد، وليس كذلك ففي الصحيحين أنه فدى الزبير بذلك (¬1)، وقد سلف، ولعل عليًّا لم يسمعه. قال النووي: وقد جمعهما لغيرهما أيضًا، والفدية بذلك جائزة عند الجمهور، وكرهه عمر بن الخطاب والحسن البصري، وكرهه بعضهم في التفدية بالمسلم من أبويه. والصحيح الجواز مطلقًا؛ لأنه ليس فيه حقيقة فداء، وإنما هو بر ولطف وإعلام بمحبته له، وقد وردت الأحاديث الصحيحة بالتفدية مطلقًا (¬2).
وأَمَّا ما رَوى أبو أسامة (¬3) - عن مبارك، عن الحسن: دخل الزبير على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو شاك؛ فقال: كيف تجدك جعلني الله فداك؟ فقال
¬__________
(¬1) سيأتي برقم (3720) كتاب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، باب مناقب الزبير بن العوام - رضي الله عنه -، ورواه مسلم (2416) كتاب فضائل الصحابة, باب من فضائل طلحة والزبير.
(¬2) "شرح مسلم" 15/ 184.
(¬3) تحرفت في الأصل إلى (سلمة)، والمثبت من مطبوع "تهذيب الآثار".

الصفحة 626