كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 17)

قَالَ البخاري: قَالَ مسدد، عن أبي عوانة، عن أبي بشر: اسم الرجل غورث بن الحارث (¬1). ورواه ابن أبي شيبة عن أسود بن عامر، ثَنَا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قَالَ: كنا إذا نزلنا طلبنا للنبي - صلى الله عليه وسلم - أعظم شجرة وأظلها، قَالَ: فنزلنا تحت شجرة، فجاء رجل وأخذ سيفه وقال: يا محمد من يعصمك مني؟ قَالَ: "الله" فأنزل الله تعالى: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (¬2) [المائدة: 67] ولم يذكر فيه أن أحدًا كان يحرسه، بخلاف ما كان عليه في أول (أمره) (¬3)، فإنه كان يحرس حتى نزل: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}.
وروى الواحدي من حديث الحِمَّاني عن النَّضْر، عن عكرمة، عن ابن عباس: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحرس، فكان عمه أبو طالب يرسل معه كل يوم رجالًا من بني هاشم يحرسونه، فلما نزل عليه: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} قَالَ: "يا عماه، إن الله عصمني من الجن والإنس" قَالَ: وقالت عائشة: سهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فقال: "ألا رجل صالح يحرسني" فجاء سعد وحذيفة، فنام حتى سمعت غطيطه، فنزلت هذِه الآية، فأخرج رأسه من قبة أدم فقال: "انصرفا
فقد عصمني الله" (¬4).
وعند البيهقي (¬5): فسقط السيف من يد الأعرابي، فأخذه رسول الله
¬__________
(¬1) سيأتي برقم (4136).
(¬2) أورده السيوطي في "الدر المنثور" 2/ 529 - 530، وعزاه لابن حبان وابن مردويه.
(¬3) في (ص1): مرة.
(¬4) "أسباب النزول" ص204 - 205 (404 - 405).
(¬5) في هامش الأصل: عزا هذِه الرواية النووي في "رياضه" لأبي بكر الإسماعيلي في "صحيحه".

الصفحة 635