كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 17)

قلتُ: فيجوز تعدد الواقعة. وذكرها الحاكم في غزوة خيبر من حديث جابر (¬1)، ولعله أشبه؛ لأنه قيل: (إن [أنزول]) (¬2) آية العصمة كان بعد بنائه بصفية أو ليلة البناء.
ثانيها: (اسمه) (¬3) غورث بن الحارث كما سلف، وسماه الخطيب غورك بالكاف بدل الثاء (¬4)، وللخطابي: غويرث بالتصغير. وذكر القاضي عياض أنه مضبوط عند بعض رواة البخاري بعين مهملة، قَالَ: وصوابه بالمعجمة (¬5). وقال الجياني: هو فوعل من الغرث، وهو الجوع (¬6).
ثالثها: قد أسلفنا أن جبريل - صلى الله عليه وسلم - دفعه في صدره فوقع السيف. وعند الخطابي: لما هم بقتله أخذته الزلخة: يعني: رجفًا في صلبه، فندر السيف من يده.
رابعها: معنى: "اخترط سيفي وأنا نائم" أي: استله بسرعة، وأصله من خرطت العود أخرُطه وأخرِطه خرطًا، ذكره القزاز. وقال الداودي: معناه: سله.
وقوله: ("وهو في يده صلتا") أي: جرده، ومثله مصلت: مخرج من جفنه. وقال القرطبي في "شرح مختصره": قوله: "والسيف صلت في يده" روي برفع: "صلت" ونصبه، فمن رفعه جعله خبر المبتدأ الذي هو
¬__________
(¬1) "المستدرك" 3/ 29 - 30، وليس فيه ذكر أنها كانت في خيبر.
(¬2) أسقط الناسخ (إن نزول) ثم ألحقها في الهامش وعلم عليها بـ (صح)، فلعله سها عن كلمة (نزول)، واستدركناها من مصدر التخريج.
(¬3) من (ص1).
(¬4) "غوامض الأسماء المبهمة" ص247؛ وفيه: غورث.
(¬5) "مشارق الأنوار" 2/ 144.
(¬6) "تقييد المهمل" 2/ 403.

الصفحة 637