كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 17)

السيف، و"في يده" متعلق به، ومن نصب جعل الخبر في المجرور ونصب صلتا على الحال أي مصلتا، والمشهور فتح لام "صلت". وذكر القتبي أنها تكسر في لغة (¬1). وقال ابن عديس: ضربه بالسيف صَلتا وصُلتا بالفتح والضم. أي: مجردًا. يقال: سيف صلت و (منصلت) (¬2) وإصليت: متجرد ماض.
وقوله: ("فَشَامَ السَّيفَ") أي: أغمده، ويطلق أيضًا في اللغة على سله، والمراد هنا: أغمده، وغمده وأغمده بمعنى. قَالَ المبرد: هو من الأضداد، سله وأغمده، وبه جزم ابن بطال أيضًا (¬3).
خامسها: في هذا نزل: {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ} الآية [المائدة: 11] كما سلف. وقيل: فيه نزلت: {وَهُوَ الذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} [الفتح: 24] (وعورض هذا بقوله: {بِبَطْنِ مَكَّة}) (¬4) ولم تكن هذِه القصة في بطن مكة، وهذا ظاهر.
وقوله: ("من يمنعك مني؟ ") استفهام مشوب بالنفي، كأنه قَالَ: لا مانع (لي منك) (¬5). فلم يُبَالِ بقوله، ولا عرج عليه ثقة بالله وتوكلًا عليه.
سادسها: في فوائده فيه كما قَالَ المهلب: أن تعليق السيف والسلاح في الشجر صيانة لها من الأمر المعمول به (¬6).
¬__________
(¬1) "المفهم" 6/ 62.
(¬2) في (ص1): مصلت.
(¬3) "شرح ابن بطال" 5/ 101.
(¬4) من (ص1).
(¬5) في (ص1): لك مني.
(¬6) فائدة: يخرج من ذلك أن تكون شجرة يعلق عليها السلام للتبرك بها؛ لأن هذا من الشرك المنهي عنه؛ والدليل على ذلك: أنه - صلى الله عليه وسلم - لما خرج إلى خيبر مر بشجرة للمشركين يقال لها ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم؟ فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سبحان الله هذا كما قال قوم =

الصفحة 638