كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 17)

وفيه: أن تعليقها على بعد من صاحبها من الغرر لا سيما في القائلة والليل، لما وصل إليه هذا الأعرابي من سيفه - صلى الله عليه وسلم -.
وفيه: تفرق الناس عن الإمام في القائلة، وطلبهم الظل والراحة، ولكن ليس ذَلِكَ في غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بعد أن يبقى معه من يحرسه من أصحابه؛ لأن الله تعالى كان قد ضمن لنبيه العصمة، قاله ابن بطال، قَالَ: وقيل: إن هذِه القصة كانت سبب نزول هذِه الآية. ثم ساق ما أسلفناه عن ابن أبي شيبة (¬1).
وفيه: أن حراسة الإمام في القائلة والليل من الواجب على الناس، وأن تضييعه من المنكر والخطأ.
وفيه: جواز نوم المسافر إذا أمن, وفي تبويب البخاري هنا ما يشعر بأن المجاهد إذا أمن نام ووضع سلاحه، وإن خاف استوفز (¬2).
وفيه: دعاء الإمام لأتباعه إذا أنكر شخصًا، وشكوى من أنكره إليهم.
وفيه: ترك الإمام معاقبة من جفا عليه وتوعده إن شاء، والعفو عنه إن أحب.
وفيه: صبر سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحلمه وصفحه عن الجهال.
وفيه: شجاعته وبأسه وثبات نفسه ويقينه أن الله ينصره على الدين كله، فلما شاهد الرجل تلك القوى التي فارق بها عادة الناس في مثل
¬__________
= موسى: اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة والذي نفسي بيده لتركبن سنة من كان قبلكم". صححه الترمذيُّ (2180)، والألبانيُّ كما في "المشكاة" (5408).
(¬1) "شرحِ ابن بطال" 5/ 100.
(¬2) استَوْفزَ في قِعْدَتِه إِذا قَعَدَ قُعُودًا منتصبًا غير مطمئن؛ انظر: "لسان العرب" مادة: وفز.

الصفحة 639