كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 17)

93 - باب مَا قِيلَ فِي قِتَالِ الرُّومِ
2924 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْن يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْز بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، أَنَّ عُمَيْرَ بْنَ الأسوَدِ العَنْسِيَ حَدَّثَة أَنَّهُ أَتَى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَهْوَ نَازِلٌ فِي سَاحِلِ حِمْصَ، وَهْوَ فِي بِنَاءٍ لَه وَمَعَهُ أُمُّ حَرَامٍ، قَالَ عمَيْرٌ: فَحَدَّثَتْنَا أُمُّ حَرَامٍ أَنهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ البَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا". قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ: قلْت: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا فِيهِمْ؟ قَالَ: "أَنْتِ فِيهِمْ". ثمَّ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ". فَقُلْتُ: أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "لاَ". [فتح 6/ 102]
ذكر فيه حديث عُمَيْرِ بْنِ الأَسْوَدِ العَنْسِي عن أُمِّ حَرَامٍ في غزوها في البحر، وفي آخره: "أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ". فَقُلْتُ: أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "لَا". هذا الحديث سلف غير مرة.
و (العنسي) هذا منسوب إلى قبيلة من العرب يقال لهم: بنو عنس، وهم بالشام، وبنو عبس بالكوفة، والعيش بالبصرة، ذكره ابن بطال (¬1).
وقوله: (وهو نازل حمص). حمص من الشام، رأيتها في رحلتي إليها. قَالَ الداودي: وفي هذِه الأحاديث رغبة الصحابة في المقام بالشام.
وقوله: ("أوجبوا") يعني: الجنة، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في الدعاء: "أسألك موجبات رحمتك" (¬2).
¬__________
(¬1) "شرح ابن بطال" 5/ 107، وانظر "اللباب" لابن الأثير 2/ 315، 362، 369.
(¬2) رواه الترمذي (479)، وابن ماجه (1384) من طريق فائد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن أبي أوفى مرفوعًا، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي إسناده مقال، فائد بن عبد الرحمن يضعف في الحديث.

الصفحة 661