كتاب مسند البزار = البحر الزخار (اسم الجزء: 17)
ثم صعد بنا إلى السماء السابعة، فاستفتح جبريل، فقالوا: من مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء، فإذا هو برجل أشمط جالس على كرسي عند باب الجنة، وعنده قوم جلوس في ألوانهم شيء وقال عيسى يعني أبا جعفر الرازي: وسمعته مرة يقول: سود الوجوه فقام هؤلاء الذين في ألوانهم شيء فدخلوا نهرا يقال له: نعمة الله، فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء، ثم دخلوا نهرا آخر يقال له رحمة الله، فاغتسلوا فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء، فدخلوا نهرا آخر، فذلك قوله: {وسقاهم ربهم شرابا طهورا} ، فخرجوا وقد خلص ألوانهم مثل ألوان أصحابهم، فجلسوا إلى أصحابهم، فقال: يا جبريل من هذا الأشمط الجالس؟ ومن هؤلاء البيض الوجوه؟ وما هؤلاء الذين في ألوانهم شيء؟ قد دخلوا هذه الأنهار فاغتسلوا فيها ثم خرجوا وقد خلصت ألوانهم، قال: هذا أبوك إبراهيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أول من شمط على الأرض، وهؤلاء القوم البيض الوجوه قوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم، وهؤلاء الذين في ألوانهم شيء قد خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تابوا فتاب الله عليهم، ثم مضى إلى السدرة، فقيل له: هذه السدرة المنتهى، ينتهي كل أحد من أمتك خلا على سبيلك، وهي السدرة المنتهى تخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى، وهي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما، وإن ورقة منها مظلة الخلق، فغشيها نور وغشيها الملائكة، قال عيسى: فذلك قوله: {إذ يغشى السدرة ما يغشى} ، فقال تبارك وتعالى له: سل، فقال: إنك اتخذت إبراهيم خليلا، وأعطيته ملكا عظيما وكلمت موسى تكليما.
الصفحة 10
384