كتاب مسند البزار = البحر الزخار (اسم الجزء: 17)

9556- وبإسناده , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
وَحَدَّثَنا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ قَتَادةَ , عَنْ أَنَسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: خرج ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يرتادون لأهليهم، فأصابتهم السماء، فلجئوا إلى جبل أو كهف فوقع عليهم حجر يعني وقع على فم الكهف، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: قَدْ وَقَعَ الْحَجَرُ، وَعَفَا الأثر، ولا يعلم بمكانكم إلا الله، فادعوا الله بأوثق أعمالكم، قال أَحَدَهُمُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لي والدان، وكنت أحلب لهما في إنائهما , فإذا آتيتهما وهما نائمان قمت قائما حتى يستيقظا، وكرهت أن يدور وسنهما في رءوسهما , فإذا استيقظا شربا اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رجاء رحمتك، وخشية عَذَابِكَ، فَافْرِجْ عَنَّا، قَالَ: فَزَالَ ثُلُثُ الْحَجَرِ، وَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كانت امرأة تعجبني، فأردتها فأبت أن تمكني من نفسها حتى جعلت لها جعلا، فلما أخذت جعلها واستقرت نفسها تركتها، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رجاء رحمتك، وخشية عَذَابِكَ، فَافْرِجْ عَنَّا، قَالَ: فَزَالَ ثُلُثُ الْحَجَرِ وَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي استأجرت أجيرا يعمل لي يوما فعمل ثم جاء يطلب أجره فأعطيته فلم يأخذه وتسخطه فوفرته عليه حتى صار من كل المال ثم جاء يطلب أجره فقلت خذ هذا كله ولو شئت لم أعطه إلا أجره، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رجاء رحمتك، وخشية عذابك، فافرج عنا، قال: فزال الحجر، وخرجوا يتماشون.
وهذا الكلام ونحوه وقريب منه قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وجوه فرواه قتادة , عن سعيد بن أبي الحَسَن بن , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , ولاَ نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ قَتَادةَ إِلَّا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ , ورواه أبو عوانة , عَنْ قَتَادةَ , عن أنس , ولاَ نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ قَتَادةَ , عَنْ أَنَسٍ إلا أبو عوانة , ورُوِيَ عن عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَعَنْ ابن عُمَر , رضي الله عنهما , من وجوه رواه نافع وسالم , عن ابن عُمَر , رضي الله عنهما , وَيُرْوَى عَن النعمان بن بشير , وعن عقبة بن عامر الجهني , وعن عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا.

الصفحة 39