كتاب التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين

الْبَاب الْعَاشِر فِي تَفْصِيل مقالات البكرية وَبَيَان فضائحهم

وهم أَتبَاع رجل اسْمه بكر ابْن أُخْت عبد الْوَاحِد بن زيد وَكَانَ فِي أَيَّام النظام وَكَانَ يُوَافقهُ فِي قَوْله إِن الْإِنْسَان هُوَ الرّوح لَا هَذَا القالب الَّذِي تكون الرّوح فِيهِ وَكَانَ يَقُول فِي التولد بقول أهل السّنة وَكَانَ ينْفَرد بضلالات تكفره بهَا الكافة
مِنْهَا قَوْله إِن الله تَعَالَى يرى يَوْم الْقِيَامَة فِي صُورَة يخلقها يكون فِيهَا ويكلم الْعباد من تِلْكَ الصُّورَة
وَمِنْهَا أَنه كَانَ يَقُول من وجد مِنْهُ كَبِيرَة من أهل الْقبْلَة فَهُوَ مُنَافِق وعابد الشَّيْطَان وَإِن كَانَ من أهل الْقبْلَة وَيكون فِي الدَّرك الْأَسْفَل من النَّار مَعَ الْمُنَافِقين خَالِدا مخلدا وَمَعَ هَذَا كَانَ يَقُول إِنَّه مُؤمن مُسلم
وَكَانَ يَقُول فِي عَليّ وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر أَنهم اذنبوا ذنوبا كفرُوا بذلك وصاروا مُشْرِكين وَلَكِن الله يغْفر لَهُم لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن الله تَعَالَى اطلع على أهل بدر وَقَالَ لَهُم اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فقد غفرت لكم وَكَانَ يَقُول مقَالا لَا يقبله عقل الْعَاقِل

الصفحة 109