كتاب التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين

الْبَاب الرَّابِع عشر فِي بَيَان مقالات قوم كَانُوا قبل دولة الْإِسْلَام وَالله اعْلَم بعددهم وَإِنَّمَا نذْكر مِنْهُم مَا اشْتهر من جُمْلَتهمْ عِنْد أَرْبَاب التواريخ وَأَصْحَاب المقالات

فَمنهمْ قوم كَانُوا يعْبدُونَ صنما مصورا وَقوم كَانُوا يعْبدُونَ إنْسَانا مثل الَّذين كَانُوا يعْبدُونَ جمشيد وَالَّذين كَانُوا يعْبدُونَ نمروذ بن كنعان وَالَّذين كَانُوا يعْبدُونَ فِرْعَوْن وهامان وَمَا أشبه ذَلِك
وَمِنْهُم قوم كَانَ عاداتهم عبَادَة مَا يستحسنونه من الصُّور الْمُخْتَلفَة وهم من جملَة الحلولية وَمِنْهُم قوم كَانُوا يعْبدُونَ الشَّمْس وَالْقَمَر وَالْكَوَاكِب وَقوم كَانُوا يعْبدُونَ بعض الْكَوَاكِب مثل الشعري والجوزاء وَقوم كَانُوا يعْبدُونَ الْمَلَائِكَة وَيَقُولُونَ أَنهم بَنَات الله وهم الَّذين قَالَ الله تَعَالَى فِي وَصفهم {إِن الَّذين لَا يُؤمنُونَ بِالآخِرَة ليسمون الْمَلَائِكَة تَسْمِيَة الْأُنْثَى}
وَقوم كَانُوا يعْبدُونَ حيطانا وَقوم كَانُوا يعْبدُونَ الْبَقَرَة وَمِنْهُم قوم كَانُوا قبل دولة الْإِسْلَام يدعونَ سوفسطائية ينفون الْحَقَائِق وَقوم يسمون السمنية ينفون النّظر والإستدلال وَيَقُولُونَ بقدم الْعَالم وَقوم يُقَال لَهُم الدهرية يَقُولُونَ بقدم الْعَالم وَيُنْكِرُونَ الصَّانِع
وَمِنْهُم قوم يدعونَ أَصْحَاب الهيولى يَقُولُونَ بقدم أصل الْعَالم ويقرون

الصفحة 149