كتاب التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين

فِي كل أمة حوارِي وحواري أمتِي الزبير وَالْأَخْبَار فِي فضل الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم أَكثر من أَن يحْتَملهُ هَذَا الْمُخْتَصر وَالْمَقْصُود هَهُنَا أَن تعلم أَن الْخُلَفَاء الرَّاشِدين كَانُوا على الْحق وَإِن جملَة أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانُوا محقين مُؤمنين مُخلصين صَادِقين وَكَانَ تقديمهم لمن قدموه وتقريرهم فِي مَا قرروه حَقًا وصدقا وَكلهمْ كَانُوا يَقُولُونَ لأبي بكر رَضِي الله عَنهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَكَانُوا يخاطبون عمر وَعُثْمَان وعليا وَكَذَلِكَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ كَانَ يخاطبهم بذلك وَكَانَ يُخَاطب بِمثلِهِ فِي أَيَّامه
43 - وَأَن تعلم أَن كل من تدين بِهَذَا الدّين الَّذِي وصفناه من إعتقاد الْفرْقَة النَّاجِية فَهُوَ على الْحق وعَلى الصِّرَاط الْمُسْتَقيم فَمن بدعه فَهُوَ مُبْتَدع وَمن ضلله فَهُوَ ضال وَمن كفره فَهُوَ كَافِر لِأَن من اعْتقد أَن الايمان كفر وان الْهِدَايَة ضَلَالَة وَأَن السّنة بِدعَة كَانَ اعْتِقَاده كفرا وضلالة وبدعة وأصل هَذَا مَأْخُوذ من قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قَالَ لِأَخِيهِ الْمُسلم يَا كَافِر فقد بَاء بِهِ أَحدهمَا فجَاء من هَذِه الْجُمْلَة أَنا لَا نبدع إِلَّا من بدعنا وَلَا نضلل من ضللنا وَلَا نكفر إِلَّا من كفرنا وَقد أنصف القارة من رَمَاهَا
44 - وَأَن تعلم أَن كل مَا يجب مَعْرفَته فِي أصُول الِاعْتِقَاد يجب على كل بَالغ عَاقل أَن يعرفهُ فِي حق نَفسه معرفَة صَحِيحَة صادرة عَن دلَالَة عقلية لَا يجوز لَهُ أَن يُقَلّد فِيهِ وَلَا أَن يتكل فِيهِ الْأَب على الإبن وَلَا الإبن على الْأَب وَلَا الزَّوْجَة على الزَّوْج بل يَسْتَوِي فِيهِ جَمِيع الْعُقَلَاء من الرِّجَال وَالنِّسَاء وَأما مَا يتَعَلَّق بِفُرُوع الشَّرِيعَة من الْمسَائِل فَيجوز لَهُ أَن يُقَلّد فِيهِ من كَانَ من أهل الِاجْتِهَاد فَإِن فِي

الصفحة 180