كتاب التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين

وَمَا مِنْهُم أحد إِلَّا وَله فِي تصانيفه تعصب لأهل السّنة وَالْجَمَاعَة ورد على أهل الْإِلْحَاد والبدعة وَلم يقر وَاحِد فِي شَيْء من الْأَعْصَار من أسلاف أهل الْأَدَب بِشَيْء من بدع الروافض والقدرية غير أَن جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين من أهل الْأَدَب تدنسوا بِشَيْء من ذَلِك تقربا إِلَى ابْن عباد طَمَعا فِي شَيْء من الدُّنْيَا والرياسة وأظهروا شَيْئا من الرَّفْض والإعتزال وَمن كَانَ متدنسا بِشَيْء من ذَلِك لم يجز الإعتماد عَلَيْهِ فِي رِوَايَة أصُول اللُّغَة وَفِي نقل مَعَاني النَّحْو وَلَا فِي تَأْوِيل شَيْء من الْأَخْبَار وَلَا فِي تَفْسِير آيَة من كتاب الله تَعَالَى
وَثَانِيها علم تَفْسِير الْقُرْآن وَلم يكن فِي جَمِيع من نسب إِلَيْهِ شَيْء من أصُول تَفْسِير الْقُرْآن من وَقت الصَّحَابَة إِلَى يَوْمنَا هَذَا من تلوث بِشَيْء من مَذْهَب الْقَدَرِيَّة والخوارج وَالرَّوَافِض مثل الْخُلَفَاء الرَّاشِدين الَّذين تكلمُوا فِي التَّفْسِير وَمثل عبد الله بن عَبَّاس وَعبد الله بن مَسْعُود وَزيد بن ثَابت رَضِي الله عَنْهُم وَمثل الْمَشَاهِير من التَّابِعين وَاتِّبَاع التَّابِعين الَّذين تكلمُوا فِي التَّفْسِير كسعيد بن جُبَير وَقَتَادَة وَعَطَاء وَعِكْرِمَة وَمَكْحُول وعطية وَمن كَانَ بعدهمْ

الصفحة 190