كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف = نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول
فَصْلٌ-45-
299- وَمِنْ ذَلِكَ أَحَادِيثُ "لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَلَدُ زِنَا" قَالَ أبو الفرج ابن الجوزي: "وقد وَرَدَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثُ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ يَصِحُّ وَهِيَ مُعَارَضَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ".
قُلْتُ لَيْسَتْ مُعَارَضَةً بِهَا إِنْ صَحَّتْ فَإِنَّهُ لَمْ يُحْرَمُ الْجَنَّةَ بفعل والديه بل لأَنَّ النُّطْفَةَ الْخَبِيثَةَ لا يَتَخَلَّقُ مِنْهَا طَيِّبٌ فِي الْغَالِبِ وَلا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ طَيِّبَةٌ فَإِنْ كَانَتْ فِي هَذَا الْجِنْسِ طَيِّبَةً دَخَلَتِ الْجَنَّةَ وَكَانَ الْحَدِيثُ مِنَ الْعَامِ الْمَخْصُوصِ.
300- وَقَدْ وَرَدَ فِي ذَمِّهِ "إِنَّهُ شَرُّ الثَّلاثَةِ" وَهُوَ حَدِيثٌ حَسِنٌ وَمَعْنَاهُ صَحِيحٌ بِهَذَا الاعْتِبَارِ فَإِنَّ شَرَّ الأَبَوَيْنِ عَارِضٌ وَهَذَا نُطْفَةٌ خَبِيثَةٌ فَشَرُّهُ فِي أَصْلِهِ وَشَرُّ الأَبَوَيْنِ مِنْ فِعْلِهِمَا.
الصفحة 133