كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف = نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول

144- وَقَدْ جَاهَرَ بِالْكَذِبِ بَعْضُ مَنْ يَدَّعِي فِي زَمَانِنَا الْعِلْمَ وَهُوَ يَتَشَبَّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ قِيلَ لَهُ فَقَدْ قَالَ في حديث جبريل: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل" فحرفه عَنْ مَوْضِعِهِ وَقَالَ مَعْنَاهُ: "أَنَا وَأَنْتَ نَعْلَمُهَا".
145- وَهَذَا مِنْ أَعْظَمَ الجهل وأقبح التحريف والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمُ بِاللَّهِ مِنْ أَنْ يَقُولَ لِمَنْ كَانَ يَظُنُّهُ أَعْرَابِيًّا أَنَا وَأَنْتَ نَعْلَمُ السَّاعَةَ إِلا أَنْ يَقُولَ هَذَا الجاهل إِنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ أَنَّهُ جِبْرِيلُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الصَّادِقُ فِي قَوْلِهِ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا جَاءَنِي فِي صورة إلا عرفته غَيْرَ هَذِهِ الصُّورَةِ".
146- وَفِي اللَّفْظِ الآخَرِ: "مَا شُبِهَ عَلَيَّ غَيْرُ هَذِهِ الْمَرَّةِ".

الصفحة 81