كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف = نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول

عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} .
وَهَذَا فِي (بَرَاءَةٍ) وَهُوَ فِي أَوَاخِرِ (بَرَاءَةٍ) وَهِيَ مِنْ أَوَاخِرِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ هَذَا وَالْمُنَافِقُونَ جِيرَانُهُ فِي الْمَدِينَةِ.
150- وَمِنْ هَذَا حديث "عُقْدُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لَمَّا أَرْسَلَ فِي طَلَبِهِ فَأَثَارُوا الجمل فوجدوه".
151- ومن هَذَا حَدِيثِ تَلْقِيحِ النَّخْلِ وَقَالَ: "مَا أَرَى لَوْ تَرَكْتُمُوهُ يَضُرُّهُ شيء" فتركوه فجار شَيْصًا فَقَالَ: "أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِدُنْيَاكُمْ".
وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ} وقال {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ} .
وَلَمَّا جَرَى لأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ مَا جَرَى وَرَمَاهَا أَهْلُ الإِفْكِ بِمَا رَمُوهَا بِهِ لَمْ يَكُنْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْلَمُ حَقِيقَةَ الأَمْرِ حَتَّى جَاءَهُ الْوَحْيُ مِنَ اللَّهِ بِبَرَاءَتِهَا.
152- وَعِنْدَ هَؤُلاءِ الْغُلاةِ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ كَانَ يَعْلَمُ الْحَالَ عَلَى حَقِيقَتِهِ بِلا رَيْبَةَ وَاسْتَشَارَ النَّاسَ فِي فِرَاقِهَا وَدَعَا الْجَارِيَةَ فَسَأَلَهَا وَهُوَ يَعْلَمُ

الصفحة 83